السعودية تمنح مصر أراضي سودانية مقابل تيران وصنافير، والبشير لا يرفض طلبا

اخترنا لك

الخبر اليمني/زكريا الشرعبي:

في التاسع عشر من يونيو الماضي، وحيث كانت القوات السودانية تتعرض لمجازر شبه يومية في قتالها مع التحالف في اليمن، فرّ زعيم النظام السوداني عمر البشير من بلده إلى عاصمة العدوان السعوديّ الرياض، مستغيثاً بالسعوديّة لإنقاذه من أزمة اقتصادية خانقة ستؤلّب عليه جميعَ أطياف المعارضة وتطيح به من الحكم، ظنًّا منه أن السعوديّة لن ترفُضَ له طلبًا طالما وهو يشارك معها في عدوانها على اليمن، ويقدم جنودَه بالآلاف ليُذبحوا في صحارى اليمن، ولا يجدون حتى مَن يدفنهم.

لم تستجب السعوديّة لاستغاثات الرئيس السوداني، ولم يتراجع أَيْضاً عن ترحيل 50 ألف عامل سوداني من أراضيه ليفاقموا من حجم الكارثة الاقتصادية، وبدا أمام البشير أن السعوديّةَ في طريقها للتخلي عنه، فحاول أن يعرِضَ عليها جنودَه ليذبحوا في اليمن ولكن بأثمان كبيرة هذه المرة، وبحسب المغرد السعوديّ الشهير “مجتهد” فإن البشير طلب مقابل كُلّ ألف مرتزق سوداني يرسلهم إلى اليمن مبلغ مليار دولار.

كان عرض البشير بمثابة الابتزاز للسعوديّة، ولم تكتفِ بمواجهته بالرفض فقط، بل دعت الرئيس التشادي العدو اللدود لنظام البشير، لزيارتها واستقبلته منتصف يوليو الماضي في الرياض بحفاوة كبيرة، لتبعثَ بذلك رسالة للمرتزق البشير الذي طلب منها ثمنَ خدماته أنها لن تكتفيَ بتركه لمواجهة العقبات التي قد تطيح به من الحكم، بل وستضع أمامه عقباتٍ جديدة، تتمثل بفتح الجبهة مع تشاد.

وبحسب ما ذكرت عدد من المصادر الإعلامية فإن السعوديّة طلبت من الرئيس التشادي إدريس ديبي تزويدَها بالمقاتلين للمشاركة في الحرب باليمن على اليمن بدلاً عن القوات السودانية، وأشارت المصادر إلى أن الأخير أبدى قبولاً كبيراً بالأمر. قد كان ذلك في منتصف يوليو الماضي.

وكما يبدو فإن البشير خاف من أن تغضب السعوديّة عليه، وحجّ إلى ديوانها الملكي بعد يومين من استقبالها الرئيس التشادي، طالباً العفو واستمرار خدماته بشروط النظام السعوديّ، وما يتفضّل به قادته، وبحسب مصادرَ إعلامية فإنه وافق على إملاءات سعوديّة مجحفة.

 

حلايب وشلاتين.. مبيعاتُ النظام السوداني القادمة

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريح لجريدة النهار يوم أمس إن القاهرة بانتظار أن تفيَ الرياض بعهودها لكي يتم نقلُ سيادة تيران وصنافير إلى السيادة السعوديّة.

وبحسب الموقع فإن شكري رد على سؤال طرحه محرّر النهار حول ماهية الاتفاقية ولماذا لم تنفذها السعوديّة بقوله إن السلطات المصرية تنتظر رد الرئيس السوداني عمر البشير على النظام السعوديّ.

تصريحات وزير الخارجية المصري أتت بالتزامن مع إعلان نظام البشير إرسال دفعة مرتزقة إلى اليمن، وهو الأمر الذي يؤكد أن النظام السوداني قد انتقل إلى مرحلة كبيرة من الرضوخ للسعوديّة، من مرحلة بيع الجنود إلى مرحلة بيع الجنود والأرض.

يشير مراقبون إلى أن السعوديّة وعدت مصر بإقناع السودان للتنازل عن جزيرتي حلايب وشلاتين لتكونا تحت السيادة المصرية، باتفاق دولي رسمي. ويشار إلى أن الملك السعوديّ وقّع عند زيارته إلى مصر اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية يضع “حلايب” المتنازع عليها تحت السيادة المصرية

وبينما صرّح البشير أنه يأمل أن تساعدَه السعوديّة بلعب دور لحل النزاع حول مثلث حلايب، قال وزير الخارجية السعوديّ عادل الجبير في لقاء صحفي بالقاهرة إن السعوديّة “ستساعد مصر في ترسيم حدودها الجنوبية بما يحفظ حقوقها في حلايب وشلاتين”، وهو الأمر الذي صرح به السفير السعوديّ في مصر، أحمد القطان.

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة