خلال الساعات القليلة الماضية، تبادلت قوات صنعاء والتحالف الذي تقوده السعودية بمشاركة 17 دولة الهجمات الجوية، في خطوة تعكس دخول الطرفين معركة كسر العظم مع اقتراب الذكرى السابعة للحرب على اليمن والضغوط الدولية للدفع بعملية سلام، لكن بعد نحو 6 سنوات من الحرب والحصار يبدو بأن الحوثيين في طريقهم لإعلان الانتصار فعليا ليس في مجال القدرات العسكرية جوا وبرا وحتى بحرا، بل حتى أخلاقيا، فكيف خاض الطرفان المعركة الأخيرة؟
خاص – الخبر اليمني:
قوات صنعاء، وفق ما يتهمها التحالف عبر ناطقة، نفذت خلال الساعات الماضية هجوم واسع على الأراضي السعودية، استخدم فيه بحسب تركي المالكي 10 طائرات مسيرة ، وهو في الأساس امتداد لعمليات جوية متصاعدة بدأت قبل بضعة أسابيع بمعدل هجوم واحد يوميا قبل أن يتصاعد مع استمرار الغارات السعودية المكثفة على المدن اليمنية.
وبغض النظر عن الأهداف التي لم يحددها المالكي، ومحاولة تسويقها كاستهداف للمدنيين دون حتى عرضها، وموقف صنعاء الصامت حتى اللحظة، يبدو بان العملية كانت موجعة وقد دفعت السعودية التي تركز على مأرب في غاراتها اليومية وبمتوسط 30 غارة يوميا، كما يقول نائب وزير الإعلام في صنعاء نصر الدين عامر، إلى شن هجمات جوية على صنعاء بلغت في غضون ساعات ثمان غارات وجميعها لم تحمل ابعاد أو تكون ذات خطط بقدر ما عكست ردة فعل باستهدافها مناطق سكنية وأخرى في محيطها سبق للتحالف وأن استهدفها بعشرات الغارات على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن.
حتى الآن تفيد التقارير الواردة من السعودية بان الهجوم الجوي لقوات صنعاء استهدفت مواقع حساسة ابرزها منشاة أرامكوا والمطار الدولي الذي سبق لمتحدث صنعاء العميد يحي سريع ان حددها كأهداف وطالب المواطنين بالابتعاد عنها كون السعودية تستخدمها كقواعد عسكرية، وهذه النتيجة مستنبطة من مواقع الملاحة الجوية الدولية والتي أظهرت اغلاق السعودية مطار جدة لأكثر من عشر ساعات وحولت رحلات مدنية بينها طائرة الخطوط الجوية الباكستانية إلى مطار المدينة المنورة، ناهيك عن حديث المواطنين في المدينة وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي عن انفجارات عنيفة هزت جدة خلال الساعات الماضية، واكدتها وكالة انباء اسوشيتد برس الامريكية والتي أفادت برفض السعودية التعليق على طليها بشأن تعرض منشات عملاق النفط السعودية “ارامكوا” في جدة لهجوم جوي اشارت الوكالة إلى تسببه بتداعيات على سوق النفط مع ارتفاع أسعار اسهم النفط الخام في بورصة الرياض بسبب ما يبدو توقف في انتاج الشركة ولو جزئيا.
هذه النتائج تؤكد ما ذكرته قوات صنعاء خلال الفترة الماضية من تطوير قدراتها الصاروخية وقدرتها على استهداف الأهداف بدقة بعيدا عن الاضرار بالمواطنين، وهي مؤشر على أن صنعاء تحدد أهدافها بحرفية عالية وهدفها قطع شريان السعودية الذي يغذي الحرب على اليمن منذ اكثر من نصف عقد، ناهيك عن اطلاقها التحذيرات المتكررة للمواطنين من الابتعاد على المواقع المستهدفة والمنشات الاستراتيجية وهي بذلك تعزز انتصاراتها العسكرية على كافة الأصعدة مبقية التحالف يدور في دوامة من القصف والهيجان الغير مبرر والذي لم يستثني المواطنين في اليمن مع أن استهداف الأخيرين المحاصرين بفعله هي في الأساس استراتيجية السعودية منذ بدء الحرب على اليمن في مارس من العام 2015.