المؤتمر يعاود التشبث بستار الوحدة والإصلاح يتنكر لها

اخترنا لك

تباينات موقف القوى اليمنية، خصوصا  الموالية للتحالف، بشأن الوحدة  فقط قبل ساعات على حلول الذكرى التاسعة والعشرين لتحقيقها، فما أبعاد هذا التباين لا سما في صفوف القوى التي شاركت في تحقيقها وكانت منضوية حينها تحت ما يعرف جنوبا بـ”نظام 7-7″؟

خاص – الخبر اليمني:

من بين القوى اليمنية التي تهلل للوحدة اليمنية في عيدها الجديد، المؤتمر الشعبي العام بكافة اجنحته، باستثناء الجناح الجنوبي الذي يقوده هادي والميسري، ففي صنعاء أقام ما تبقى للحزب هناك فعالية رمزية في احد فنادق العاصمة، شارك فيها حشد يسير من كبار القيادات المنتفعة.

يتزامن ذلك مع عودة قيادات الحزب في الخارج لاستخدام الذكرى  كمنصة لتوجيه رسائل لخصومها وتحديدا جنوبا، حيث سارع  ابوبكر القربي، أبرز أعمدة تيار صالح بالمؤتمر، لتسويق الذكرى كسلعة خاصة بحزبه مع تبنيه شرط صالح السابق لترك الشعب اليمني يحدد  مصير الوحدة وهو بذلك يشير إلى مقترحات صالح بشأن استفتاء عام في اليمن وهو ما يرفضه الانتقالي الذي يرى في هذه الخطوة محاولة احتيال عليه باعتبار الكتلة السكانية الكبيرة في الشمال وحتى أغلب الأسر الجنوبية أصولها من هناك.

وعلى ذات  المسار عزف احمد عبيد بن دغر وقد اتخذ من هذه الذكرى مناسبة لإعلان هزيمة الانتقالي بالحديث في مقال مطول نشره على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي  بفشل مشروع ما وصفه بإعادة اليمن إلى الماضي واجندة الانفصاليين في تقسيم البلد، كما أن صغير بن عزيز رئيس أركان هادي وعمود  طارق في مأرب شدد على ضرورة احياء الذكرى بعدن باعتبارها اختبار للسلطة الجديدة التي يشارك فيها الانتقالي.

عموما  هذه التحركات التي كان المؤتمر قد تخلى عنها خلال السنوات الماضية من عمر سقوطه شمالا وتفككه جنوبا، ووصل به الحال، وتحديد تيار صالح، لدعم الانفصاليين اعلان الشراكة معهم، هي انعكاس طبيعي  للعودة للمؤتمر إلى السلطة من عدة أبواب وسط مؤشرات على  إمكانية استحواذه على السلطة في ظل الترتيبات لاستدعاء رموزه السابقين، وهو الآن يحاول إعادة التشبث بذات اليافطة التي سوقها صالح على مدى العقود الماضية من عمر الدولة اليمنية وحاول ابتزاز بها اليمنيين جنوبا وشمالا باعتباره كما يزعم محقق الوحدة اليمنية مع أن كل الشواهد تشير  إلى أن الجنوبيين أو بالأحرى القوى الجنوبية المطحونين حينها بفوضى الاقتتال الأهلي كانت أكثر توقا للوحدة من صالح والقوى الشمالية التي استغلت ضعفهم  ورغبتهم في الهرب من جحيم التصفيات التي أعقبت حقبة الثمانينات الدامية لتستحوذ على كافة مقدراتهم جنوبا وتعمق شرخ  الوحدة في المجتمع اليمني جنوبا وشمالا.

خلافا للمؤتمر، بدأت القوى الأخرى في السلطة الموالية للتحالف أقل تفاعلا مع الذكرى الجديدة وتحديدا حزب الإصلاح الذي كان يتغنى خلال هيمنته على السلطة بالوحدة ويتخذ منها ستار في وجه خصومه، وقد تجاهلت قياداته حشد المؤتمر الجديد، ناهيك عن الحزب الاشتراكي الذي كان شريك في الوحدة حينها وقد ابدى امينه العام السابق والذي يشغل سفيرا باسم الجمهورية اليمنية في بريطانيا، ياسين سعيد نعمان،  امتعاضا من مساعي عقد فعاليات بذكرى الوحدة في عدن ودعا إلى تجاوزها.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة