هل يتكرر سيناريو معركة الوديعة؟

اخترنا لك

أعاد التصعيد المتبادل بين السعودية والقوى الجنوبية الموالية للإمارات  في اليمن، معركة الوديعة إلى المشهد، فما إمكانية تفجر المواجهة وما هي قدرات كل طرف في حسم  المعركة لصالحه؟

خاص – الخبر اليمني:

في السابع والعشرين من نوفمبر من العام 1969 ، شنت القوات في دولة ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية  هجوما على مواقع القوات السعودية في الوديعة بعد أن كانت تلك القوات  ابتلعت الكثير من أراضي صحراء الربع الخالي التابع لمحافظة حضرموت حاليا.

كان الهجوم بمثابة بداية  حرب بين الطرفين استمرت لـ10 أيام وقادها الملك سلمان حاليا لتنتهي  في السادس من ديسمبر من العام ذاته بهزيمة مرة للقوات الجنوبية وابتلاع القوات السعودية المزيد من الأراضي اليمنية.

رغم  قدم هذه المعركة  إلا أن التوتر الحاصل بين المجلس الانتقالي والسعودية في حضرموت  دفع ناشطين  لاستدعائها، فهل يتكرر السيناريو ذاته أم مجرد  تلميح بالثأر؟

خلافا للمعركة السابقة والتي  تمت تحت قيادة دولة منظمة ومدعومة من الاتحاد السوفيتي حينها ، تختلف  الحالة الجديدة ، مع مسارعة الانتقالي لتجاهل الحديث عن صحراء  حضرموت التي تطمح السعودية للسيطرة عليها ضمن مخطط يهدف لفصل المحافظة الثرية، وهي خطوة تكشف مساعي الانتقالي الابتعاد عن التصادم مع السعودية وربما مغازلتها لعدم اعتراض طريقه للسيطرة على وادي حضرموت الذي يضم القليل من حقول النفط وابرزها بترو مسيلة،  وهذا الهدف باتت تدركه السعودية وفق ما يراه  خبيرها علي العريشي  ، لكن ما لم يدركه الانتقالي بان الدفاع السعودي  عن حضرموت ومحاولة رسم مستقبل لها خارج دائرة اليمن لا يتعلق بالصحراء التي أصبحت أصلا تحت الوصاية السعودية بل بأبعاد جيوسياسية  تتعلق بموقعها الجغرافي وحقولها النفطية وثرواتها الأخرى من الذهب والمعادن.

كانت معركة الوديعة السابقة تتعلق بمقدرات وطن بجغرافيته وثرواته، لكن ما يدور حاليا ليس اكثر من محاولة للسيطرة على حقول النفط خدمة لأجندة إماراتية لم تعد خفية ، وهذا بات كما يبدو  مدرك من قبل السعودية التي تحاول توجيه ضربات إعلامية لأبوظبي من تحت الحزام، لكن الأخطر في الأمر أن  القوات السعودية التي  كانت في الستينات  تتمركز على حدودها أصبحت  قواعدها  اليوم منتشرة داخل  عدن، معقل الانتقالي، ومحيطها وتمتلك فصائل لا متناهية  بدء من الإصلاح وصولا إلى درع الوطن واليمن  السعيد  إلى جانب القاعدة و”داعش” ناهيك عن التحالفات مع القبائل وجميعها تتمركز في مناطق الانتقالي وتنتظر صافرة البداية لإسقاط  المدن الجنوبية تباعا والأهم أن الرياض تتحكم بمصير وضعه المعيشي وقوت يوم قياداته.

قد تشهد حضرموت خلال الأيام المقبلة تصعيد اكبر بين السعودية التي ظلت تتخفى في معاركها خلف الفصائل الموالية لها وتحديدا الإصلاح والانتقالي الذي تدفعه الإمارات ويدير معركته ضباطها، لكن يبقى إمكانية وصول الانتقالي إلى حدود السعودية أو حتى أطراف حضرموت  مستحيلا ليس فقط لأنه في مهمة لاجندة إقليمية بل أنه لا يملك قرار نفسه أيضا.

أحدث العناوين

رئيس حركة حماس يرد على من يصفون العمليات العسكرية اليمنية بـ”المسرحية”

قال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، إن للضربات اليمنية تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، والضغط على حركة الملاحة المتجهة نحو...

مقالات ذات صلة