هويات انعزالية تخدم العدو الواحد

اخترنا لك

أكرم عبدالفتاح:

الضجيج بشأن يوم الوعل اليمني ومسميات (حركة الأقيال اليمنية) لا يختلف كثيرا عن صخب حراكات أخرى مثل (أمازيغية الجزائر) و (فينيقية لبنان) و (مصر فرعونية لا عربية) و ( آشورية العراق)… إلخ.
هي وجوه متعددة لمشروع واحد، الهدف العام من وجودها هو كسر ما تبقي في وجدان وأحلام الناس من روابط العروبة والهوية الإسلامية والمصير الواحد. وذلك بصناعة هويات إنعزالية ضمن مشروع التفتيت النهائي للأمة واستكمال تجزئة المجزأ كمرحلة جديدة تتلافى ما لم تنجزه مرحلة سايكس بيكو سابقا.
لا يتعلق الأمر فقط بالمخطط الأمريكي المعروف لإعادة تشكيل خرائط المنطقة وفق “حدود الدم” و”الهويات القاتلة”، بل أن لهذه الحركات مهام عاجلة تحتاجها قوى الهيمنة الغربية في الظرف الراهن مع اشتداد الصراع وظهور قوى اجتماعية عربية أثبتت قدرتها على عرقلة مشروع صهينة العالم العربي.

هويات مفخخة أثناء المعركة المصيرية:
العامل المشترك بين جميع الصرعات الانعزالية هو تعمدها تجاهل الصراع المحتدم مع العدو الصهيوني، كما أنها لا تعادي منظومة النهب الغربية بكوارثها السياسية والثقافية المستهدفة أيضا تدمير المجتمعات والأخلاق والهويات وروحانية الإنسان، إلى جانب تعزيز الهيمنة ونهب الثروات.
بل، وعلى النقيض تماما، تتوجه تلك الهويات المريضة بالعداء حصرا ضد المدافعين عن الأمة، وتكرس كل جهودها لمهاجمة الهوية الإسلامية العربية، مع التركيز على تشويه كل من يحاربون المشروع الصهيوني فعليا، وفي سبيل ذلك تحرص على إثارة الأحقاد وتضخيم منسوب الكراهية ضدهم، كي تقلل فرص توحد الناس خلف مشروع المقاومة والتحرر من الهيمنة الغربية.
هذا النشاط الدعائي يلقي مساندة وتضخيما أكبر في وسائل الإعلام التابعة لحكومات التطبيع والخيانة، وهو تعاون طبيعي كونهم جميعا أدوات لخدمة الناهب الدولي، وفي هذا السياق يمكن فهم الضجيج بشأن “يوم الوعل اليمني” باعتباره اشتغالا دعائيا لتكريس رموز وهويات بعيدة عن واقع الصراع، لتكون بديلا عن الرموز الجامعة للأمة وكل ما تستمد منه روح الفداء والاعتصام بحبل مرجعيتها المتسامية.

أخيرا وبالنظر لماهية الحركات الإنعزالية، تبدو أشبه بالعالم الافتراضي الذي تنشط فيه، إذ ليس لها ثقل في العالم الواقعي ولا وجود ملموس خارج وسائط التواصل الاجتماعي. وهو أمر طبيعي بالنظر إلى الغاية الحقيقية لوجودها والمتمثلة بخلق صراعات وهمية تستنزف الوعي وتشتت الأذهان من أجل إلهاء الشعوب العربية عن قضاياها المصيرية والمعركة الوجودية التي نعيش مخاضها حاليا.

أحدث العناوين

واشنطن ووكلاءها ينظمون مناورة في الإمارات لحماية إسرائيل

تقيم الولايات المتحدة الأمريكية مع وكلاءها في المنطقة مناورة عسكرية تحت اسم علم الصحراء 9 وتنطلق من قاعدة الظفرة...

مقالات ذات صلة