الخروج في نهار رمضان مغامرة محفوفة بالمخاطر

اخترنا لك

عبدالرحمن الغابري:

تذهب للصلاة حالق منّعم الوجه لابس بنطلون وشميز مكوي ممشط بقية شعر راسك الخفيف منظف فمك من عوالق بقايا السحور بمعجون نعناع حار ، مستخدم روائح مزيل العرق للإبط خوفا من ( كور ) الحرارة ، اول ما تبدا بالوضوء اذ لم تكن قد توضئت بالبيت ، وبعد خلع حذائك الذي تخاف عليه فتأخذه بيديك الى مكان أمن وامام ناظريك لأ لا يتم سرقته ، يلتقيك اطفال من تربية (اياهم ) مهمتهم فحصك ..!!( يهروك )بالملاحظات الجريئة المتعالية . يزدروك بنظرات ت مريبة حسب تعليمات مرشديهم .!! هؤلاء قابعون في المسجد ليل نهار يفحصون كل شخص من غير قطيهم وعليك ان تتلقى اسالة ووعض دون ان يسمح لك بالإجابات !!

عند السجود والقيام تبقى ذلك المُراقب ، تسجد تقوم وتؤدي الطقوس دون خشوع ، لا تستطيع الخشوع فتصل الى قناعة ان الذهاب الى المسجد معناه انك تخضع لتحقيق فضولي كثيف مع التشكيك في نواياك من قبل فتية الاسلام السياسي .

تخرج من الجامع حزين وامامك مشقة العودة الى المنزل ، الزحام على اشدّه ، والصراخ ينبعث من كل نوافذ السيارات ، الشحاتين لا تستطيع الخلاص من احراجاتهم ، شرطة المرور في كل جولة ثلاثة كلٌ منهم يؤشر بطيبة ( وثواب) وتسامح ، يؤشر للجهة التي امامه وهنا تتشابك السيارات والصراخ يشتد والزمارات متواصلة ، خليط من السيارات ببعضها وكأنك ردمت وكر النمل ومحيت معالم طريقها وهي محمّلة بمؤنها لوقت الضرورة … يا له من ارتباك .

تخرج بصعوبة من هذا المشهد الحَشّْري الدرامي ، تُحلق طائرات التحالف العربي في السماء ، تنعق هي الاخرى كالغربان الجائعة تمار س ضدك نزق الصيام ، يتوقف سائقي السيارات يطلّون برؤوسهم من شبابيك السيارات كل منهم له توقعاته .. سيسقط الصاروخ على راسه ،، أو منزله ، ستدمر القنابل الساقطة من الطائرات الحي كذا ..بيت فلان المسؤول ..عمارة كذا .. سوق كذا .. مول كذا ..

يشتد الدّعاء ممزوج باللعن والسبوب غير المحافظ …الاسئلة والاجوبة تتسارع من فم واحد عند الشخص الواحد . وكل واحد في هذا الزحام الخائف يجزم بما يتوقع ..ويقنع الاخرين بقناعته التي هي قناعتهم جميعا. ، تقف وحدك مذهولا خائفا من شضايا الانفعالات ومن شضايا الطائرات . (

المُترات) الدراجات النارية تتمخطر بين السيارات ..تخالف الاشارات وتعليمات المرور برضى شرطة المرور …( ثواب ) مساكين .( شاقين ) على اسرهم ، ليس مهم ان تسبب لك ذعرا المهم كن صبور لا تعاتب ولا تنتقد من سمح لهم بتعريض انفسهم وتعريض الاخرين للموت المحقق ..فلا اية وسيلة سلامة مثل الخوذ او مصدات الصدمات على الركب ولا حتى جاكتات الوقاية من الريح والغبار ولا احذية سوى صنادل متهالكة على ارجل متشققة بفعل التعرية .. لكنهم يشبهون لاعبي ( الكريكت ) حين يلاحقون كرة معدنية صغير. ولو حدث وصدمك احدهم ومات هو او جرح فانها كارثة قد تسبب بضياع عمرك ومستقبلك ومسقبل الصادم المصدوم واسرته.

تأثير السّهر وتناول القات وسوء التغذية يجعل كل من في الشارع مقتول وقاتل بالضرورة .. الجنابي ايضا جاهزة والاجواء مُهيئة لاستخدامها الاعصي والبنادق هي الاخرى متوفرة بكثرة والحماقات هي شرارات البدء بخوض مبارات حاميات الوطيس . الاعصاب تالفة والنّزق مكثّف ومن نجى من كل هذه المشاهد والمغامرات لا بد يصاب بالاكتئاب والانزواء في افضل الاحوال .الخروج في رمضان بالذات وفي ظروف الحرب والحصار وانعدام رواتب الموظفين ، عواقبها وخيمة وفي مجتمع نال منه الجَهل والعصبيات الدينية المذهبية والاجتماعية منال يفوق احتمال اي تماسك مهما كانت قوته . مجتمع تسير حياته بسرعة للمجهول .

 

الخبر اليمني/أقلام

أحدث العناوين

قائد أنصار الله يستعرض الفشل الأمريكي البريطاني في مواجهة العمليات اليمنية

استعرض قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، الخميس، الفشل الأمريكي والبريطاني في محاولات التصدي للعمليات اليمنية المساندة لغزة...

مقالات ذات صلة