قطر ضحية التنافس الإقليمي “السعودي، التركي، والإيراني”

اخترنا لك

الخبر اليمني /

محمد طالب

يبدو ان قوى الإقليم “السعودية، إيران، تركيا” لم تكتفي بالحروب المشتعلة وحمام الدم المتدفق في الأقطار المختلفة من الوطن العربي، حيث كان الربيع العربي في عام 2011 نقطة البداية للتنافس بين هذه القوى لتغيير خارطة النفوذ في المنطقة _وكانت الدول الجمهورية هي البيئة الخصبة لذلك مستغلين ثورة تونس السلمية_ للحصول على الوكالة الحصرية للمصالح الأوروبية والأمريكية، بيد ان هذا التنافس خرج عن السيطرة ليتحول الى صراع دامي بينها غيرت من معايير المعادلة المتوقعة للقوى الدولية. فقد أدت التغيرات التي افرزها الربيع العربي بصعود قوى مدعومة من اقوى أخرى الى خوف النظام السعودي من هذا، وكانت بداية الصراع بعد الدعم التركي لحزب النهضة التونسي تيار الاخوان المسلمين في تونس وحزب العدالة والحرية تيار الاخوان في مصر وحزب التجمع للإصلاح تيار الاخوان المسلمين في اليمن، هذا الصعود للقوى الاخوان المسلمين اعطى مؤشرات بالخطر من تنامي النفوذ التركي في مناطق النفوذ السعودية الذي سيفقدها سيطرتها الإقليمية وابعادها عن قيادة الدول العربية الذي قد يؤثر على استقرار نظام الاسرة الحاكمة وانحياز المواقف الامريكية للدولة الأكثر نفوذ في المنطقة، أدى ذلك الى استنفار وردة فعل لإنقاذ الموقف بدعم حلفاء مؤالين لها بداية بجيش السيسي في مصر واما في تونس قثد تم دعم القوى القديمة التي كانت في صف زين العابدين بن علي، إعاد انتاج الأنظمة الموالية للنظام السعودي بأشكال أخرى. بينما اختلفت الأساليب في مناطق الصراع السعودي _الايراني من الحالة السياسية والسلمية الى الالة الحربية وذلك ما نشاهده الان في سوريا والعراق واليمن كنماذج تحديداً، فيبدو ان النظام السعودي يعتبر الحرب مع إيران وتركيا حرب وجودية ولهذا لا وجود لخطوط حمراء لمواجهة خطر الامتداد لتلك الدول، وكان التدخل العسكري في اليمن هو بوابة التحول في الصراع بين هذه الدول بحيث أصبح النظام السعودي يرى ان التدخل المباشر هو الحل الأقرب والاسرع لتنفيذ الاجندة المصيرية لأمنها القومي. وفي المقابل تم اعتبار الدول الملكية في الخليج مناطق محرمة تابعة لتحقق اهداف المملكة والخروج عن سياستها او التغيير للأنظمة جريمة لن تسمح بها، ولهذا دفعت بقوات درع الجزيرة في البحرين من اللحظات الأولى لشعورها بالتهديد الإيراني لدولة البحرين. لتأتي قطر في ترتيب القائمة من هذا الصراع حيث يبدو ان النظام القطري من وجهة نظر سعودية شذ عن السياسية السعودية وخان القضية الخليجية بالسماح لإيران وتركيا التغلغل وتقوية العلاقات لتشمل مجالات أكبر من الدبلوماسية المسموح بها، وورقة المطالب المسربة التي قدمتها الدول الأربع لقطر نجد ان بنودها خص تركيا وإيران والقوى الحليفة لها دون ذلك، هذا ما يوضح للمتابع فجوى الصراع القائم بين السعودية وتركيا وإيران ومدى حساسية هذا الصراع للنظام السعودي ومدى “القرصة” والخسارة التي كلف الاول بالسماح والتغاضي الذي قام به خلال الفترات السابقة، ولهذا يسعى بشتى الطرق والوسائل الى تجفيف منابع النفوذ التي تحاول خلقها تركيا وايران عبر صناعة حلفاء جدد في ظل سياسية طويلة الأمد. ولهذا يبدو ان النظام القطري وسياسة الدولة القائدة الذي حاول من 2006 ارساءها بين مختلف قوى المنطقة ودبلوماسيتها المرنة التي استطاعت احتضان قوى متعددة تحت عباءتها حتى المتضادة ايدلوجياً قد ازعجت النظام السعودي، وكان ينتظر الفرصة المناسبة للضغط على النظام القطري لإعادته الى النسق السياسي له وارغامه بالقوة لذلك، ويأتي الحصار طريقة اذلال أكثر من كونه طريقة ضغط، وهي رسالة للدول الخليج من جهة وإيران وتركيا من جهة اخرى بالرفض الحتمي للنفوذ تحت أي مسمى او نوع من اشكال العلاقات في مناطق النفوذ السعودية خلال الفترة القادمة، وفي سبيل المنع سيتم استخدام جميع الوسائل والقنوات المتاحة السلمية (سياسية واقتصادية) او عسكرية اذا استدعى الامر ذلك كونها اضرت بالمصالح السعودية في المنطقة

أحدث العناوين

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تنفذ إعدامات ميدانية ضد الأطفال في محيط مستشفى الشفاء

أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش العدو الإسرائيلي المجرم نفذ عمليات إعدام ميدانية بحق أطفال في محيط مجمع...

مقالات ذات صلة