900 يوم من عاصفة الحزم.. “اليمن أعصف”

اخترنا لك

الخبر اليمني/خاص:

874 يوما بالتحديد منذ أن أعلن التحالف العربي تحقيق جميع أهدافه المعلنة في اليمن، والانتقال من عاصفة الحزم إلى عاصفة الأمل، وقد قصد بهذه الأخيرة  البدء بعمليات الإغاثة وإعادة الإعمار.

منذ ذلك اليوم وإلى اليوم والحرب لم تتوقف، طائرات السعودية والإمارات تحلق في سماء اليمن على مدار الساعة، هادي مازال مقيما في الرياض، صنعاء وعمران وإب وذمار وأجزاء من تعز ومارب والجوف والبيضاء ولحج ما زالت في يد الحوثيين، ليس هذه المحافظات فحسب بل إنهم كما تثبت التقارير الصحفية الدولية ينفذون عملياتهم العسكرية في جيزان ونجران وعسير، المدن التي كانت تقع تحت سيطرة الدولة السعودية منذ اتفاقية الطائف 1934م، فما الذي حدث؟

بدأ التحالف  حربه بنشوة عالية وأعلن أنها سيحقق أهدافه خلال أيام فقط، وإن طالت المدة فخلال أسابيع، ومن هذا المنطلق نفذت طائراته مايقارب 2415 طلعة جوية في الفترة ما بين 26 مارس إلى 21 أبريل 2015م وذلك حسب تصريح ناطقه الرسمي أحمد عسيري.

وبعد هذه الطلعات الجوية قال العسيري أن الحرب انتهت، وذكر العسيري  أن قيادة التحالف أنهت عمليات عاصفة الحزم بناء على طلب الحكومة اليمنية والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي رأى أن “الأهداف الرئيسية لهذه العاصفة قد تحققت، وأن الشرعية تمت حمايتها وأن المواطن اليمني لم يعد معرضا للخطر كما كان في الأيام الأولى وأن المليشيات الحوثية فقدت جزءا كبيرا من إمكاناتها”.

هكذا غيرت القوات اليمنية البوصلة

لم يكن الجيش اليمني جاهزا لخوض أي معركة حين بدأت الحرب، ومنظومة الدفاع الدوي تم تعطيلها قبل أشهر من قبل خبراء أمريكيين برفقة الرئيس هادي، وما تبقى من الأسلحة دمر في الضربات الجوية الأولى بعد أن قدمت الولايات المتحدة الأمريكية بنك أهداف عاصفة الحزم، ورغم هذا كله إلا أن  قوات صنعاء تمكنت خلال فترة وجيزة من لململة صفوفها وإعداد نفسها للرد على العاصفة.

بعد مرور أربعين يوما بدأت قوات أنصار الله وقوات مساندة لهم من الجيش بالرد على عاصفة الحزم، وكان ذلك بعمليات قبضت على المكان الموجع للسعودية حيث وجهت بوصلة عملياتها العسكرية الدفاعية نحو الحد الجنوبي للمملكة وخوض معركة استنزافية هناك.

إقرأ أيضا:خبراء روسيون: السعودية لن تنتصر على الحوثيين أبدا، وصواريخ اليمن تحقق أهدافها بدقة

استطاعت قوات صعناء من خلال هذه الاستراتيجة قلب موازين المعركة في غضون فترة بسيطة وبدأت تبث  مشاهد لإنجازاتها العسكرية المحققة بإمكانات بسيطة جدا، في مقابل فرار الجيش السعودي، وما إن مر عام حتى استطاعت قوات صنعاء أن تصل إلى مواقع استراتيجية وأصبحت تطل بقواتها على مدن سعودية، وبعد عامين تمكنت من صناعة صواريخ تستطيع أن تستهدف بها أبعد نقطة في المملكة العربية السعودية، وهذا هو ما غير المعادلة

 يقول الكاتب اللبناني عبدالله زغيب  وهو يصف مشهد مقاتل من قوات صنعاء على مشارف نجران في سبتمبر 2016م ينادي جندي سعودي  “سلم نفسك يا سعودي أنت محاصر“: برغم آلاف المقاطع والصور التي أنتجتها الحرب اليمنية الحالية وما زالت، إلا أن صوت مقاتل يمني وهو ينادي جندياً سعودياً داخل حاميته في مكان ما في نجران، يمكن أن يشكل عنصراً حاسماً في قراءة المعركة مجدداً، ومحاولة صناعة صورة شبه وافية عن نهايـة مساراتها. فنداء مقاتل يمني لآخر سعودي ومطالبته بتسليم نفسه، مهما بدا حدثاً طبيعياً في جزئيات الحروب، يبقى علامة فارقة ومؤشراً مباشراً على انهيار «هيكل» التفوق المفترض في الصراع ما بين الجانبين، خاصة أن «الاستسلام» المفترض هذا، تدور رحاه ما وراء الخطوط السعودية الدفاعية، وبطبيعة الحال ما وراء الخط «السيادي» الفاصل ما بين المملكة و «شقيقها» اليمني الأصغر. وهذا يعني وفقاً لضرورات الأرض ومسارات المعركة أن الحرب خرجت عن نطاق سيطرة المملكة العربية السعودية و«تحالفها» العربي، بل أصبحت أكثر انفتاحاً على إنتاج حالات تتخطى قدرة الاحتواء، ما يعني كثافة غير محسوبة في عديد ونوعية الأوراق التي تتملكها صـنعاء تباعاً على طاولة الحل النهائي.

معارك الحدود..من هنا ستهزم السعودية 

مثلت هزائم الجيش السعودي المستمرة منذ عامين ونصف أمام المقاتلين اليمنيين في الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية عقدة فشل كبيرة لدى حكام المملكة، لاسيما مع الفوارق في العتاد والعدد والإمكانات المادية واللوجوستية التي تصب جميعها في صالح الجيش السعودي، فالجنود السعوديون المدججون بأنواع الأسلحة والمسنودون بالطيران يفرون من وقع أقدام اليمنيين الحفاة الذين لا يحملون على أكتافهم سوى الكلاشنكوف البدائي أو قذائف الآر بي جي.

ومع دخول المعركة 900يوم وهي مدة يفترض أن تكون السعودية قد تمكنت خلالها من تأمين جميع حدودها، تمكنت قوات صنعاء من إحراز إنجازات نوعية في منطقة جيزان انتهت بإسقاط الحامية العسكرية لجيزان ممثلة بمعسكر الجابري الاستراتيجي،والمواقع العسكرية في مناطق الفريضة والغاوية وملحمة، الأمر الذي جعل السعودية تبحث عن سر هزائمها المتوالية ودفعها كالعادة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

بحسب وكالة الأنباء الأمريكية اسوشيتد برس فإن السعودية استعانت بالولايات المتحدة الأمريكية لمساعدتها في فهم التحديات التي تجعل من انتصاراتها العسكرية الدفاعية شيئا مستحيلا.

  وقالت الوكالة في خبر لها رصده الخبر اليمني اليوم أن قائد القوات المركزية الأمريكية الوسطى جوزيف فوتيل زار منطقة جيزان، وأشارت الوكالة إلى أن هدف زيارة فوتيل لجيزان هو فهم أفضل للتحديات السعودية في الحدود.

وفقا للوكالة أيضا فإن السعودية منعت وسائل الإعلام من تغطية زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية الوسطى لجيزان وهو أمر يبدو طبيعيا حيث يتكتم الإعلام السعودي على الخسائر التي تتكبدها المملكة في الحدود، ولا يكف عن مواصلة إيهام السعوديين بأن معركة الحدود هي مجرد مقذوفات يمنية تسقط على الصحراء المتاخمة، وأن القوات الموالية للتحالف أصبحت على بعد بضعة كيلو مترات عن مديرية مران في صعدة.

العالم : الجيش السعودي نمر من ورق

لم تبق الهزائم السعودية بعيدة عن أنظار العالم، وعلى العكس من ذلك أصبح الجيش السعودي أضحوكة لمراكز الدراسات الدولية ووسائل الإعلام العالمية.

يقول مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سايمون هندرسون: إن الجيش السعودي هو أحد أفضل الجيوش تجهيزا في العالم، لكنه في واقع الأمر “نمر من ورق” وقد كان خيبة أمل كبيرة لمزوديه الأجانب بالأسلحة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. وأضاف هندرسون في تنبيه سياسي نشره موقع المعهد  أن أداء القوات البرية السعودية كان سيئاً في حماية المنطقة الحدودية جنوب غرب المملكة”.

كانت صحيفة فاينشنال تايمز البريطانية قد توقعت في تقرير لها بشهر مايو2015 أي مع إعلان الحوثيين لبدء الرد قد توقعت انهيار القوات السعودية في نجران وجيزان لا سيما مع الفرار الجماعي للجنود السعودين.

أما موقع ” كايت هون ” الأمريكي فقال في مقال له أن الحرب في جنوب المملكة تؤكد الفشل العسكري للقوات السعودية، وأشار الموقع إلى أن الحوثيين سيحتلون جنوب المملكة.

وهو ما تشير إليه تقارير عالمية  كثيرة  غير قابلة للحصر.

المعارك في الجبهات الداخلية(صنعاء أقوى)

يعلن التحالف أنه حرر 80 بالمئة من الأراضي اليمنية من قبضة الحوثيين غير أن ذلك في واقع الأمر لا يعدو عن كونه شيئا من المغالطة..أما الواقع فيقول أن قوات الحوثيين مازالت مسيطرة على 90 بالمئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرتها قبل عاصفة الحزم، أما المناطق التي سيطر عليها التحالف فهي أماكن لم يكونوا قد أعدوا أنفسهم فيها من قبل وقد كان دخولهم إليها بعد عاصفة الحزم.

وبالنظر إلى الخارطة الجغرافية للسيطرة العسكرية ومقارنتها بما قبل عاصفة الحزم نجد أن قوات “الحوثيين” تتواجد في صرواح مارب، وفي معظم مديريات الجوف، وتفرض سيطرتها على كامل محافظة حجة إضافة إلى كامل محافظات “صنعاء وذمار وإب والحديدة” وكذلك تتواجد في محافظات البيضاء وشبوة ولحج والضالع ومعظم مديريات محافظة تعز. في المقابل يسيطر التحالف على عدن وأبين وحضرموت والمهرة بشكل كامل وهي محافظات لم تكن قوات “أنصار الله” تتواجد في فيها قبل عاصفة الحزم، فيما لا تزال سيطرته على محافظات لحج والضالع وشبوة ومارب منقوصة.

 

 

أحدث العناوين

التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة تمتد إلى 30 جامعة

وصلت المعسكرات الطلابية الداعمة لفلسطين في الولايات المتحدة إلى 30 جامعة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أشار طلاب من...

مقالات ذات صلة