علاقة الزيارة السعودية إلى موسكو بحرب اليمن ومكانة واشنطن(خاص)

اخترنا لك

الخبر اليمني/زكريا علي:

بعد سلسلة من التغيرات الاستراتيجية في اليمن وسوريا ووصول الجيش السوري وحلفائه إلى مرحلة السيطرة الكاملة على خيوط المعركة مقابل فشل تام لمشروع أمريكا وحلفائها ومخططاتها ذات المراحل والأوجه المتعددة في سوريا والعراق،وتعاظم المأزق الذي وقعت فيه السعودية في اليمن استقل الملك السعودي طائرته الخاصة متجها إلى موسكو.

وقعت السعودية مع روسيا سلسلة من الصفقات من بينها إنشاء صندوق استثمار برأسمال مليار دولار واشترت السعودية أو وافقت على شراء نظام دفاع روسي من طراز إس 400. وهذه هي الصفقات المعلنة أما الصفقات الغير معلنة فقد ظهرت من في حديث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والذي أشار إلى أن بلاده اتفقت مع الرياض على الالتزام بوحدة الأراضي السورية والعراقية وكذا من إعلان العاهل السعودي في قمته الثنائية مع الرئيس الروسي ضرورة حل أزمات المنطقة سلميا.

كما هو معلوم فإن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها ملك سعودي إلى روسيا، وبقدر ما تشير إلى نصر روسيا على جميع خصومها في المنطقة، تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد اللاعب الأول بخيوط الأحداث، وأن السعودية  التي تعد حليفها الاستراتيجي أدركت ولو مؤخرا أن اعتمادها على أمريكا قد جعلها خارج اللعبة بل ومتورطة في مستنقعات أزمات كبيرة أبرزها الحرب في اليمن.

ليس هذا من قبيل التحليل فالولايات المتحدة الأمريكية تعيش أسوأ مراحلها على الإطلاق، لقد خسرت المعركة في سوريا والعراق وفرضت روسيا شروطها في مفاوضات أستانة وغيرها، كما تبدو عاجزة كما لم يحدث من قبل عن اتخاذ أي خطوات رادعة أمام التهديدات الكورية الشمالية، وتعيش سياستها الخارجية والداخلية تناقضات مفرطة ليس أبرزها أزمة الرئيس ترامب والتدخل الروسي في الانتخابات، وإذ كانت السعودية تعتمد على الولايات المتحدة كحليف استراتيجي وتمارس دورا وظيفيا للأمريكي في الأزمات بالمنطقة  ، فقد أدركت فجأة أنها أصبحت خارج كل الحسابات بعد أن خسر الأمريكي المعركة، وتتجه نحو العزلة في المنطقة بعد أن استعدت الجميع.

فضلا عن ذلك وإذ أقحمت الولايات المتحدة الأمريكية السعودية في حرب الخسارة فيها أكبر من الربح بآلاف المرات في اليمن ولا نهاية لها في المستقبل القريب، يبدو من حديث العاهل السعودي أن الرياض تسعى عبر موسكو إلى حل سلمي يحفظ لها ماء الوجه ويؤمن لها حدودها، وهو ما تشير إليه صفقة النظام الدفاعي إس 400 الذي تستبدل السعودية به نظام الباتريوت الأمريكي الذي أثبت فشله، كما تشير إليه الدعوات التي أطلقها كل من وزير الخارجية المصري، ووزيري الخارجية السعودي والإماراتي خلال الأيام الماضية.

ومن المهم التأكيد مرة أخرى أن السعودية الحليف الأمريكي الأول، ما كانت لتذهب نحو موسكو العدو الأزلي لواشنطن لولا أن الأخيرة أثبتت أنها غير قادرة – في الفترة الحالية على الأقل- على التحكم بمسار الأحداث أو إعادة السعودية إلى دورها المحوري في المنقطة.

\

 

 

 

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة