محمد ناجي أحمد:
على ماذا يستند الذين يذهبون الى القول بأن السعودية هشة وأنها آيلة للسقوط على المدى القريب أو المتوسط؟
على فتحها جبهات متعددة في وقت واحد، وعلى ما يسميه البعض بمشاكلها الداخلية؟
هذه جبهات الغرب في إطار مشروع وهدف وغاية واحدة والسعودية دورها مهم كقفاز وامبريالية فرعية …
هل يعني ذلك ان نصف المشروع الغربي في الشرق الاوسط وشرق آسيا بأنه آيل للفشل دون كلفة المواجهة طويلة المدى؟
سقوط المشروع الغربي بالمنطقة يحتاج إلى إيمان بقضية الصراع الوجودي وإلى صمود وعمل وصبر ..
ما يحدث داخل السعودية هو إعادة بناء الكيان السعودي بما يحقق فاعلية لوظيفته ككيان في خدمة الغرب.
لهذا تأتي التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية بما يخدم أداء السعودية ككيان وظيفي لمشروع استعماري كبير…
لم يكن النظام السعودي طيلة مائة عام شأنا داخليا .منذ أن شملتها الحماية البريطانية ثم الرعاية الأمريكية وهي شأن غربي لا مسألة محلية !
قرأت حوار صحيفة(لا) مع محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا لحركة أنصار الله …
كان محمد علي الحوثي غير مدرك لما تعنيه السعودية حين وصفها بالهشاشة ربما خطابه كان من مستلزمات التعبئة ،لكن الخشية أن نبني على هذا الفهم استراتيجية المواجهة مع الكيان السعودي.
معرفة قوة وقدرة العدو في مقدمة أسباب الصمود والنصر…
لا تستطيع أن تصنع قرارا موفقا إن كانت قراءتك لقوة الخصم خاطئة…
السعودية ليست محطة بنزين فحسب هي قبل ذلك صنعت لتجعل من مشروع الدولة العربية الكبرى التي قادها طلائع القومية العربية والشريف حسين انقاضا ،ومن حولت الخليج إلى موقع للشركات المتعدية الجنسيات ،وأحالته من خليج ثائر إلى هامد ،وغيرت من طبغرافيته…
وسعت إلى تمزيق اللحمة العربية التي تراكمت في خمسينيات وستينيات القرن العشرين…
وهي في المشروع الغربي الذي يشمل المنطقة العربية وإيران وتركيا والجمهوريات الاسلامية في شرق آسيا والصين -لها دورها الذي يتجاوز دور الكيان الإسرائيلي في التمهيد والتأسيس والتحشيد والتمويل والتنفيذ…
لهذا فالمواجهة يجب أن تكون بحجم المخاطر وسعة المشروع الغربي مما يقتضي تحالفا ثوريا يمتد جغرافيا ويتنوع في وسائل المواجهة …
الخبر اليمني/أقلام
