الخبر اليمني/متابعات:
بعد عودة حذرة للعلاقات بين الرباط والرياض الى طبيعتها، وهي العلاقات التي توصف بالتاريخية والمتينة، بدأت في تعكيرها من جديد تصريحات مفاجئة لرئيس مجلس إدارة “الهيئة العامة للرياضة” في السعودية، تركي آل الشيخ، لمح فيها الى ان الصوت الذي سيدلي به الاتحاد المحلي بخصوص ملف ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، سيأخذ بعين الاعتبار مصلحة المملكة العربية السعودية.تركي آل شيخ، صديق مقرب لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وهو معروف بشدة تعصّبه للمملكة العربية السعودية، وذاع صيته حين عُيّن كرئيس مجلس ادارة للهيئة العامة للرياضة كمكافأة له على كتابة كلمات أغنية “علّم قطر”، باعتباره شاعراً أصلا.
وأثار أوبريت “علم قطر” الذي كتب كلماته آلأ الشيخ المزيد من الحساسيات بين دول الخليج، الامر الذي بدا أن الرجل يحاول نقله للعلاقات السعودية المغربية، رغم محاولة المغرب البقاء على الحياد.
وأثارت تصريحات آل الشيخ قبل أيام انطباعا لدى المغاربة بأن تصويت السعودية لن يكون لصالح دعم المغرب في ترشيحه لاحتضان المونديال، الذي يعول عليه المغرب كثيرا للترويج لاقتصاده الفتي وللوجه الحضاري للبلاد وتحسين الصورة التي أساءت لها تقارير المنظمات الدولية حول التعامل الأمني مع بعض الحريات العامة.
غير أن مستشار تركي آل الشيخ بدد هذا “اللبس” حيث أوضح طلال آل الشيخ، خلال زيارته للمغرب نهاية الأسبوع المنصرم أن تصريحات رئيس الهيئة العامة للرياضة قد “اسيء فهمها وأخرجت عن سياقها”.وأكد المستشار طلال آل الشيخ أن الاتحاد السعودي لكرة القدم عازم على تقديم الدعم للملف المغربي، عكس ما تم فهمه من تصريحات تركي آل الشيخ، وهو الاعتقاد الذي أذكته مبادرة الأخير بلقائه رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم بمدينة مراكش السبت الفارط فوزي لقجع وناقشا موضوع دعم المغرب لاحتضان مونديال 2026، حيث جرت مراسيم التوقيع على اتفاق شراكة مع فريق “الرجاء البيضاوي” المغربي للمشاركة في منافسات البطولة العربية.
لكن رئيس الهيئة الرياضية، السعودي، عاد لينشر تغريدة كشف فيها أن السبب الذي سيجعل السعودية تمتنع عن التصويت لصالح دعم ترشيح المغرب هو علاقة الرباط بالدوحة، حيث وجه رسالة “مشفرة” المعني الأول بها هو دولة قطر جاء فيها أن “هناك من أخطأ البوصلة إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت دع “الدويلة” تنفعك…! رسالة من الخليج للمحيط”.
وأكد آل الشيخ موقفه من دعم المغرب بشأن التظاهرة الرياضية، بتغريدة، الثلاثاء، على تويتر قال فيها أن “مصر قادرة على استضافة كأس العالم وستكون جاهزة خلال الخمس سنوات القادمة”، وذلك بحسب ما جاء في ذات التغريدة “في حال نجحت خطة العمل التي سأضعها مع أخي معالي الوزير خالد عبد العزيز وأخي رئيس اتحاد الكرة هاني أبو ريدة”.
وحري بالذكر أن آل الشيخ بعتبر رئيسا فخريا للنادي الأهلي المصري ولعب دورا بارزا في “مشروع القرن” الخاص بالنادي.ولم تتلق السعودية أي طلب لدعم سواء من المغرب او مصر لدعم ملف أحد المترشحين لاستضافة بطولة كأس العام خلال العام 2026، وفق ما صرح به ذات المسؤول، حيث يتنافس المغرب مع الملف المشترك لأمريكا وكندا والمكسيك، على تنظيمه.
وعرفت العلاقات المغربية السعودية نوعا من البرود خلال الأزمة الخليجية القطرية بسبب موقف المغرب الحيادي، وهو الموقف الذي كادت تندلع معه حرب اعلامية، وذلك عقب اعلان المغرب أنه سيرسل “مساعدات” غذائية الى قطر، الشيء الذي اعتبر في السعودية محاولة لاختراق “المقاطعة” أو “الحصار” على قطر، وفي تلك الأثناء، أثارت تقارير اعلامية سعودية غضب المغرب بسبب وصفها الصحراء الغربية بأنها “أرض محتلة” وتسمية الصحراء والأرض المتنازع عليها بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، دفع بوسائل اعلام مغربية، خاصة المقربة من صناع القرار للرد بـ”قوة”، غير أن هذا الخلاف ما لبث يتبدد بعد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للمغرب واقامته في طنجة (شمال البلاد) وهي الخطوة التي رد عليها نظيره المغربي الملك محمد السادس بزيارة ترحيب الى قصر سلمان بطنجة في الـ12 آب/ أغسطس أعرب خلالها هذا الاخير عن حسن الاستقبال في المملكة المغربية.
المصدر: رأي اليوم
