قبل نحو ستة أشهر من اليوم، تعاملت القوى المؤيدة للتحالف مع اتفاق ستوكهولم باعتباره هزيمة منكرة لحكومة صنعاء، وظلوا يتباهون بحجم انجازاتهم التي لولاها ما تحقق ذلك النصر الدبلوماسي الكاسح في السويد.
ولكن واقع اليوم، وعويل تلك القوى يكشف حقيقة الخاسر على الأرض وكذلك على طاولة المفاوضات، فالكل يقر بالهزيمة ويرى أن الحوثي هو المنتصر على مختلف الجبهات، محملين الأمم المتحدة مسؤولية فشلهم.
وهنا تكمن المشكلة، فهادي ومن معه لا يعترفون بفشلهم مطلقاً، وينسبون أخطائهم إلى أطراف أخرى عرقلت مسيرة انتصاراتهم العظيمة، ويبدو أن غباءما بالسياسة هو سبب فشلهم على الأرض.
فما يسمى بحكومة الشرعية تطالب مجلس الأمن باجبار حكومة صنعاء على الاعتراف بها، في الوقت الذي تعجز فيه على أخذ اعترافات مماثلة سواء من سلطة مارب أو تلك التي في عدن.
رسالة هادي الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش التي طالبه فيها بتغيير المبعوث الأممي مارتن غريفيثس، كشفت بما لا يدع مجالاً للشك جهل هادي وشرعيته بأدنى معايير الدبلوماسية.
فالطرف الذي يفرض املاءاته هو الطرف القوي على الأرض، وهو ما يعجز عنه هادي، كما أن المبعوث الدولي ليس معنياً بفرض الاعتراف بشرعية هادي على أي طرف لا يرغب في ذلك.
واضافة إلى ذلك، فإن المبعوث الأممي مكلف بانهاء الأزمة الانسانية التي ما كانت لتتفاقم، لولا غباء هادي واصراره على البقاء في السلطة خدمة للتحالف الدولي الذي لا يعبأ بحجم الكارثة الانسانية في اليمن.