تدويل الشرعية قلق اماراتي وتصعيد اخواني– تقرير

اخترنا لك

برباطة جاش قوية، ظهر وزير النقل في حكومة هادي، صالح الجبواني، وهو يعانق نظيره التركي، العدو اللدود لما يسمى بـ”تحالف دعم الشرعية” في اليمن.  تزامن هذا اللقاء مع تطورات جديدة في ملف اتفاق الرياض اثر  محاولة التحالف الاقتراب خطوة جديدة من “دبابير ” الاخوان، فهل  تسحب الجماعة بساط “الشرعية”  من تحت اقدام التحالف؟

خاص – الخبر اليمني:

لم يكن الجبواني هذا ذاته  الذي تتحدث المصادر عن طرده من المهرة، والتهديد السعودي بالإطاحة به في التشكيلة الحكومية المرتقبة، فحتى وقت قريب ظل الجبواني يتحرك بصمت.

غادر إلى الكويت وابرم اتفاق يسمح بتحويل وجهة اليمنية إلى الكويت واتخاذ مطارها محطة ترانزيت اقليمية وهو بذلك يسحب بساط دبي وابوظبي من خارطة  المحطات الاقليمية بالنسبة لطيران تعد الناقل الوطني والوحيد لليمنيين.

لم يكتف الجبواني بهذه الخطوة التي  انتزع بها ايضا اعلان كويتي عن توجهه لاستئناف الرحلات الجوية مع اليمن لتكون بذلك ثاني دولة تخترق الحصار الذي فرضه التحالف على اليمن شمالا وجنوبا، بل واصل جولاته وهذه المرة قصد تركيا، ليضغط بذلك  على الجرح السعودي – الاماراتي. هذه الزيارة  وبغض النظر عن نتائجها نظرا للسيطرة الميدانية  للتحالف على المحافظات الجنوبية وافشاله المتكرر للتحرك التركي هناك، الأ أن توقيتها يشير إلى أنها من تدابير الاخوان وقد آتت مفعولها بسرعة.

الزيارة الخاطفة إلى تركيا تتزامن مع تشديد التحالف لضغوطه على الاصلاح خصوصا في حضرموت حيث يدفع بمؤتمر حضرموت الجامع للتظاهر في وادي حضرموت بذكرى الهبة الحضرمية التي انطلقت في 2013 عقب مقتل شيخ قبلي بأيدي قوات علي محسن، ومع ان الحضارم ظلوا يحيون هذه الذكرى خارج الهضبة النفطية لحضرموت الا ان تحديدهم هذه المرة سيئون وفي ظل التطورات الاخيرة  يشير إلى أن التحالف يعول على هذا التجمع لتغيير مجرى الأمور في منطقة ظلت لعقود تحت سطوة علي محسن وقيادات في حزب الاصلاح وتدر نحو نصف مليون برميل من النفط يوميا. الأمر لا يقتصر على حضرموت بل ايضا في شبوة، حيث تصعد الامارات، وفي ابين حيث تتعرض قوات هادي هناك لهجمات اخرها استهدافها بطائرات مسيرة.

يدرك الاخوان بأن هذه التحركات لم تكن لتحدث لولا ضوء التحالف، ولمواجهة  هذه الخطوات القاتلة لمستقبلهم، يحاولون الان التلويح بتحالفات عابرة للسعودية والامارات، وليس حدودها مع تركيا بل تشمل الصين الذي يحرص الاصلاح على التعلق بقشة سفيرها الذي ظهر مؤخرا  بمعية القيادي في فرع الحزب بحضرموت صلاح باتيس وهما يؤكدان على التصدي للحملة الامريكية ضد بكين، واختيار  الولايات المتحدة تعكس غضب الاصلاح من تحركاتها الاخيرة لدعم الامارات ضد  سلطة الحزب خصوصا في سقطرى والحديث عن مكافحة الارهاب في ابين وشبوة.

حتى الأن نجح الاخوان في لفت انتباه التحالف الذي ظل ينظر لهم كاتباع، و كانت الامارات اكثر تخوفا من هذه التحركات وبتعبيرات  اطلقها الخبير الاماراتي المحسوب على مركز صنع القرار، خلفان الكعبي، وهو يتحدث عن خطورة “تدويل الشرعية” ويلوح بخيارات خارج العمل العسكري في حال اجهاض  اتفاق الرياض، وهو بذلك يتشرف  مستقبل الاتفاق الذي يخدم بلاده اكثر من غيرها، ومسارات قد تعقد طموحها بالاستئثار منفردة بثروات اليمن. المخاوف الاماراتية من تحرك تركي او قطري على غرار التدخل الحالي في ليبيا، وردت ايضا على لسان الانتقالي، اذ حذر رئيس دائرة العلاقات الخارجية فيه احمد بن فريد العولقي من احتمال تدخل تركي، وهذه المرة الثانية التي يتحدث فيه عن مساعي تركية فقد سبق وأن كشف عن وجود عسكري تركي في شبوة يشرف على تدريب الاخوان وربما قد يكون يقصد بذلك الوفود التركية التي دخلت اليمن تحت جناح الهلال الاحمر وتتنقل حاليا بين تعز ومأرب وشبوة.

قد تعكس هذه الخطوات توجه الاصلاح لتدويل “الشرعية” مع ادراكه بأن نفوذه سيتقلص بفعل اتفاق الرياض وربما اتفاقيات اخرى، لكنها تظل مجرد تلويح في الوقت الراهن نظرا  للإقامة الجبرية المروضة على قيادات الحزب الذي ظل لعقود يد السعودية في اليمن، ناهيك عن محاولات الحزب الذي احتفل لتوه ببيحان وهاجم منها اتفاق الرياض الحصول على المزيد من المكاسب ليس الا وابرزها تقسيم شبوة على غرر تعز، وربما حضرموت ايضا.

أحدث العناوين

The Zionist commits six massacres in Gaza

The Palestinian Ministry of Health in Gaza announced in its daily report on Wednesday that the number of Palestinians...

مقالات ذات صلة