اثار الكمين الذي استهدف تعزيزات سعودية في المهرة- شرقي اليمن، الثلاثاء، المخاوف من تداعياته على الوضع المتوتر اصلا بفعل التحركات السعودية والرفض الشعبي لها في هذه المحافظة المحاذية لسلطنة عمان والواقعة على بحر العرب، فهل تشهد المهرة المزيد من التطورات التي لا تخفي القبائل قلقها من جر المحافظة إلى مربع الفوضى، أم أن الكمين يأتي في سياق تصفيات داخل ثوب “الشرعية” نفسها وما علاقة الانتقالي بذلك؟
خاص- الخبر اليمني:
مطلع العام الماضي، بدأ محافظ المهرة، راجح باكريت، تشكيل نواة فصيل عسكري جديد ، بدأت خلال تدريبها من قبل الإمارات على هيئة “النخبة المهرية” لكن تغلغل قوات هادي في المحافظة دفع باكريت إلى تسميتها بـ”الشرطة العسكرية” وليضفي “الشرعية” عليها استدعى شاب من ابين يدعى محسن مرضع لقيادتها..
ظل هذا الفصيل يستقطب الشباب من مختلف محافظات الجنوب، حتى وصل في غضون بضعة اشهر إلى اكثر من الف مجند، وهذا اثار قلق علي محسن- نائب هادي، ودفعه في مارس من ذات العام لتعيين أحد اقرباء وزير الدفاع في حكومته اركان لحرب الفصيل، وهو شخص مدني يدعى ابراهيم جبران المقدشي ، لكن في نهاية المطاف تم طرد المقدشي بذرائع عدة.
مع أن الوية قوات هادي تنتشر بالعشرات في هذه المحافظة، الا أن باكريت اختار الشرطة العسكرية – الفصيل الجديد- للقبض على مفاضل الدولة في المحافظة، متجاهلا عملها في القانون اليمني المقتصر على الصفة الضبطية داخل الجيش..
كان هذه الفصيل يتلقى اوامره، كما يقول وكيل المحافظة بدر كلشات من الانتقالي، وهو في الاساس لا يتبع قوات هادي وكان يد باكريت لتنفيذ المهام القذرة.
خلال الفترة الاخيرة وتحديدا مع دخول الميسري ، وزير داخلية هادي، المهرة شهد هذا الفصيل تمردا على المحافظ باكريت – لأسباب مناطقية- وهو ما دعا باكريت لطلب القوات السعودية بسحب اليات واسلحة هذا الفصيل خصوصا بعد رفض السماح لباكريت بدخول القصر الجمهوري في الغيضة واجبره على الاعتكاف بالرياض، لكن القوات السعودية وجدت في هذا الفصيل فرصة لتنفيذ اجندتها فزجت بهذا الفصيل في حربها على القبائل بمديرية شحن مؤخرا ، ونجحت بواسطته من الالتفاف على اتفاق مع القبائل واقتحام منفذ شحن قبل أن تسند لها مؤخرا مهمة الانتشار في المنفذ البري الوحيد والاهم في المحافظة..
قد لا يكون لقبائل المهرة التي عرفت بصراحة معارضته للسعودية علاقة بالكمين الاخير، نظرا لبيانها الذي اكد ذلكـ، وهو ما يضع الوضع معقدا إذ ما اخذ في الاعتبار الخلافات الاخيرة بين اكثر من طرف حول من يسيطر على منفذ شحن الذي يدر نحو ملياري ريال شهريا، إذ كان الانتقالي يطمح عبر باكريت لتعيين قائد فصيل جنوبي اخر لادارة المنفذ، لكن القوات السعودية اسندت المهام للشرطة العسكرية وهو ما اثار نقمة قوات محسن ممثلة باللواء 123 المرابط في المنفذ وادخله في صراع مع القوى الجديدة، لكن حتى هذا لا يعفي راجح باكريت ولا الانتقالي الذي اتهمها بيان القبائل صراحة بنشر الفوضى لمواجهة قرار السعودية الاخيرة بتسليم المحافظة للقيادي في حزب المؤتمر محمد علي ياسر.