تحريك القبائل شرق اليمن .. هل تكون قشة “الشرعية”؟ – تقرير

اخترنا لك

يعود الصراع  بين أقطاب التحالف السعودي- الإماراتي، في مناطق الهلال النفطي والممرات الاستراتيجية، شرقي اليمن، إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة من بوابة القبائل، فما الذي يحاك لهذه المناطق التي تشهد تحشيدا دوليا وإقليميا غير مسبوق، أهي لتقوية عضد الانتقالي الذي يعاني  الفاقة في عدن أم لكسر ظهر “الشرعية” المحاصرة في شقرة ؟

خاص- الخبر اليمني:

تحريك الورقة القبلية  بات جليا اليوم وقد استدعت من قبل  طرفي الصراع في “الشرعية”. في سقطرى التي تنظر لها الإمارات ككنز مدفون في قلب المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن، استدعى الانتقالي مشايخ واعيان الجزيرة وحضرهم لإعلان تأييده  للحكم الذاتي جنوب اليمن،  لكن عاطفة هؤلاء الجياشة  بالنفوذ الاماراتي دفعتهم لتقديم الشكر لأبوظبي على رغبة الاتباع، وكأن هؤلاء يقولون لأبوظبي نحن اولى  من الوصاة الجدد.

المشهد ذاته يتكرر في المهرة المحاذية وحضرموت وصولا إلى شبوة، وهذه المناطق التي تشكل منبع للنفط والغاز ، تتميز بموقع استراتيجي يمكن الحاكمين لها  من التحكم بالممرات المائية  في اهم جزء من العالم، وتبدو ابرز  الملفات العالقة في حسابات تقاسم المكاسب بين السعودية والامارات وهو ما ينذر بتدخل اطراف دولية واقليمية اخرى.

تتعدد الاهداف هنا، وتتشعب المصالح، لكن الأكيد أن جميع الاطراف لا تنظر للقبائل، التي قد لا تشكل فارقا في معادلة الصراع المحتدمة عسكريا منذ اشهر، سوى ورقة أخرى في اللعبة، فلولا خسارة هادي  لقواته التي تمكنت الامارات من تفكيكها عبر الاستقطاب ما استعان بالقبائل في سقطرى ولولا الضغوط  السعودية لإخراج مقاتلي الانتقالي  من خارج المحافظة ما التفت المجلس لقبائل المحافظة التي تركها غارقة في فقرها وذهب لحشد مسلحيه من يافع والضالع.

في حضرموت أيضا،  لم يكن استدعاء محسن للمشايخ  الموالين له في وادي وصحراء المحافظة لعقد اجتماع في سيئون ضد دخول النخبة الحضرمية، ومن ثم نقلهم إلى الرياض، قبل أيام إلا ردا على تحركات حلف القبائل الساعي لتشكيل قوة أمنية تجرد محسن من مصالحه التي لا تحصى بدءا بحقول النفط وشركات استخراج الذهب وصولا إلى امتيازات الحماية  للشركات الاجنبية وقائمة تطول من المكاسب التي أسسها قبل عقود وغير مستعد للتخلي عنها حتى وقد  قررت السعودية تطويق رقبته.

يبدو الوضع مختلفا قليلا في المهرة، حيث تحاول الإمارات استخدام القبائل  كشوكة في حلق السعودية، مستندة بذلك للعداء القبلي المتنامي ضد الرياض، ربما ذلك يكون لأهداف تتعلق بترويض  المملكة على منح ابوظبي قدم في سقطرى أو ربما لأهداف اخرى لكن المؤكد ان هذه الورقة قد تكون ناجحة بيد الامارات.

بغض النظر عن محاولة اطراف الصراع المحلية التلويح بالورقة القبلية او تصوير  امتلاكها لأوراق مهمة في  معركة كسر العظم هذه، يبدو تحريك القبائل، رغم  قلة  حضورها السياسي، ذات أبعاد  إقليمية، خصوصا في ظل الانباء التي تتحدث عن  معركة تدار خلف الكواليس وفي أروقة مجلس الأمن بين قطبي التحالف السعودي – الاماراتي ، اذ اوقفت الرياض مذكرة لهادي  ضد الامارات  عقب موافقة ابوظبي على  تقليص طموحها  والموافقة على تقسيم جنوب اليمن.

يحاول الانتقالي وهادي استعراض القبائل كجزء من أدواتهما، لكن المعطيات تفيد بأن التحالف يحاول من خلال دفع القبائل إلى الواجهة  ايجاد بدائل  لهادي والانتقالي ، واستخدام هذه القبائل كوسيلة لتجريد طرفي الصراع في عدن من مناطق استراتيجية وثرية ، بدليل تحريك حلف القبائل في حضرموت للتصعيد ضد قوات محسن ، والدعوة لتشكيل  قوات موازية لقوات ما تسمى بـ”الشرعية”، فهذه المناطق تم رسم  مستقبلها مسبقا، وتوجت بتحركات امريكية بريطانية سواء على الصعيد العسكري حيث تم انزال قوات على سواحل  تلك المحافظات وسط انباء عن قواعد دائمة،  أو على الصعيد السياسي الذي يبديه سفراء هذه الدول تجاه اي تصعيد من قبل هادي او الانتقالي و من شأنه خلط اوراق قديمة في رسم معالم الاقليم الاهم في اليمن استراتجيا واقتصاديا.

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة