ظلام جوع وخوف .. عدن في حضور الإمارات والسعودية وأحزمة الانتقالي

اخترنا لك

 

بات سكان مدينة عدن اليمنية الواقعة أقصى جنوب البلاد يعانون كثيرا من تبعات انهيار النظام الأمني في معظم مديريات المحافظة التي تسيطر عليها قوات ما يعرف بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا وفي حضور القوات السعودية التابعة لتحالف الحرب على اليمن.

السيدة أنسية لفاطم واحدة من العاملات في متجر كبير لبيع السلع الغذائية بات عاجزة عن العودة إلى بيتها بفعل خوفها من الاختطاف أو التعرض للابتزاز الجنسي أو حتى السرقة على وهي بذلك تتنازل عن جزء كبير من ساعات عملها وراتبها الشهري الزهيد في سبيل العودة المبكرة إلى المنزل قبل غروب الشمس.

الخبر اليمني – خاص

تقول لفاطم إن الوضع الأمني في عدن بات منفرا فهي لا تشعر بأمان حقيقي في هذه المحافظة لا سيما بعد سماعها ومعايشتها لحالات اختطاف تعرضت لها النساء في محيطها وتتذكر باكية حادثة اختطاف صديقتها عبير بدر .

تخضع عدن لسلطة ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي وهو مجلس تم تأسيسه في الحادي عشر من مايو عام 2017 ويرأسه اللواء عيدروس الزبيدي ويدير الشؤون في عدن بدعم مباشر من الإمارات العربية المتحدة ، وطوال فترة إدارة عجز عن ضبط الأمن في محافظة عدن وبعض المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرته في ظل  تفشي ظواهر الاغتيال والاختطاف والنهب وهو أمر يثير سخط اليمنيين في الجنوب و دفهم لوصفه بالعاجز ، ويخوض المجلس حربا مباشرة مع حزب الإصلاح المدعوم من قطر وتركيا على أكثر من جبهة ، والمجلس والحزب يندرجان ضمن ما باتت يسمى بالأدوات الداخلية للتحالف السعودي الذي يشن حربا على اليمنيين .

بسخرية تعلق أنيسة على الوضع في مدينتها متحدثة عن الانتقالي: لا يستطيع إدارة مدينة فكيف بدولة، أين هي الإمارات والسعودية والمجلس الانتقالي كلهم عجزوا عن ضبط الأمن في مدينة واحدة. هذا عيب، عيب.

ليس التخوف في الطريق مشكلة وحيدة تعيشها أنيسة لفاطم في تفاصيل يومها الواحد فالمرأة البالغة من العمر 31 عاما تعاني في منزلها من انقطاع التيار الكهربائي كبقية سكان مدينة عدن الذي يعيشون الظلام نهارا وليلاً .

وفقا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة تعاني عدن من وضع أمني هو الأسوأ بين مثيلاتها من المحافظات اليمنية وذلك بسبب عدم وجود مؤسسة أمنية حقيقة في المدينة وتنامي فعل الجماعات والعصابات المنظمة في عدن .

كانت الإمارات والسعودية قد توعدت في بدء حربهما بتنمية ما أسمتاه العاصمة المؤقت وتطوير الظروف المعيشية لسكانها لكن كل هذه الوعود تبخرت أما حقيقة الانقطاع الدائم للكهرباء في معظم مديريات عدن و زيادة البطالة و توقف نشاطات السكان بفعل حالة انعدام الأمن .

حسن الأزهر  – اسم مستعار للشخصية – واحد من الشباب الذين تطوعوا للقتال في صفوف ما يسمى  بالأحزمة الأمنية هو الأخر يشكو من عدم قدرة الفصيل الذي يعمل لصلحه من سداد مستحقاته المالية ما ترتب عليه معاناة أسرته لأشهر .

يقول الأزهر: كنت طالبا في جامعة عدن ولكني الآن مقاتل فقط، أجبرتني الظروف على الالتحاق بالأحزمة الأمنية وترك تعليمي وغم كل ذلك عاجز عن تلبية احتياجاتي واحتياجات أسرتي وهو أمر مخزٍ بالنسبة إلي، لا توجد وظائف.

كثير من الشباب في عدن يعيشون في حالة بطالة وفقا لتقديرات مؤسسة العمل بالمحافظة وذلك لتوقف النشاطات الإنشائية والتعميرية ونزوح رؤوس الأموال من المحافظة بفعل انعدام الأمن فضلاً عن فرض قوانين جديدة لحركة الصيد في مياه خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي حيث تتواجد البارجات الحربية للتحالف السعودي. 

وفي ذلك يؤكد مصدر في مكتب العمل بالمحافظة أن البطالة تنامت للأسباب السابقة وكذا ينبه لنقطة حساسة مفادها أن الانتقالي يستثمر بطالة الشباب جيدا في سبيل تحشيده لحروبه ضد الإصلاح في مناطق متعددة.

في فترة سابقة كانت عدن هي المدينة العربية الوحيدة التي استطاعت أن تقضي على البطالة في فترات حكم الأنظمة الاشتراكية وفقا لمعلومات منظمة العمل الدولية لكنها الآن لم تعد كذلك ، وكانت عدن المنطقة السياحية اليمنية الأكثر أمانا لكن الوضع تبدل في فترة تحكم فيها الإمارات والسعودية والانتقالي المدينة التي اختارت لنفسها اسما من الجنة ، وكم هي بعيدة عن النعيم في ظل تحوف ورهبة لفاطم وبطالة حسن وهما الحالتان الملخصتان لوضع مئات الآلاف من سكان عدن والمناطق الجنوبية الأخرى .

أحدث العناوين

صنعاء| كيف كان المشهد في ميدان السبعين في أول مسيرة جماهيرية بعد رمضان

تحت الأمطار الغزيرة، خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية أخرى، تأكيدا لاستمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني،...

مقالات ذات صلة