هجوم مطار عدن.. اتهامات محلية ورسائل إقليمية

اخترنا لك

بالهجوم على مطار عدن الدولي، تكوّن ملامح الوضع في المدينة، التي تتهيأ لمرحلة جديدة عنوانها الشراكة بين الانتقالي وهادي، الخصمان التقليديان في جنوبي اليمن، قد رسمت مستقبلا ،  لكن يبقى السؤال حول من  يخطط ومن ينفذ السيناريوهات الجديدة؟

خاص – الخبر اليمني:

حتى الآن جميع وسائل إعلام التحالف تحاول احتواء الصراع بين الأطراف المحلية سواء داخل الشرعية أم خارجها،  عبر توجيه الاتهامات البينية بعيدا عن تدقيق الواقع، وهذه الخطوة تشير إلى أنها ذات أجندة لتغذية الاقتتال اليمني – اليمني ذات الابعاد التي تخدم مصالح صناع الحرب في الإقليم وتستر عورة صراعاتهم ، وهي بذلك تستند إلى  فجوة الخلافات بين الأطراف اليمنية وتحاول تعميقها لأهداف تتجاوز مطامع الأطراف في السلطة وخلافاتهم حول النسب والمحاصصة هذا من ناحية، أم من ناحية أخرى فإن انزلاق الأطراف اليمنية نفسها إلى مستنقع الاتهامات لخصومها المحليين قبل التحقيق أو التأكد من ما يجري  يكون في الغالب سببا في فرض رؤية على اليمن بعيدا عن حقيقة ما يدور  وجعلها هدفا  لـ”مجهول”، وهذه الأطراف ما انفكت أن تسمع بهجوم المطار حتى سارعت بكل جهد  لمهاجمة خصومها، فاتخذ الإصلاح من الحادثة وسيلة للنيل من الانتقالي تارة، عبر تحميله مسؤولية ما جرى كونه المسؤول عن أمن المدينة والرافض تسليمها لخصومه، وهو  بذلك يستفيد أيضا من الانشقاق داخل المجلس الذي تبع إقالة شلال شائع أبرز  رموز الانتقالي من منصبه كمدير أمن ورفضه  المنصب الجديد مع تحديده عمله كـ”مقاوم للاحتلال”، وتارة بإلقاء اللوم على الحوثيين  آخر المستفيدين كما يقول الانتقالي نفسه من تشكيل الحكومة التي تبدو في صميمها كما يرى هاني بن بريك نائب رئيس الانتقالي مؤرق للإصلاح الذي القي بكل ثقله بغية افشالها قبل أن ترى النور.

لم تقتصر الاتهامات على ركيزتي الحكومة الجديدة، بل نسجت روايات تحمل شخصيات بعينها تداعيات الهجوم برمته، فذهبت قيادات في الانتقالي لاتهام علي محسن وأحمد الميسري مقابل اتهام أنصار “الشرعية” لشلال شائع ، غير أن المؤسف في الأمر، أن جميع هذه الاتهامات لم تشر ولو بنصف اصبع للتحالف الذي يخوض قطبيه  صراعا  استمر حتى قبل دقائق على مغادرة حكومة هادي  مطار الرياض إلى عدن وكانت آخر فصوله محاولة الامارات الضغط باتجاه انتزاع حكم ذاتي لسقطرى  قبل وصول حكومة هادي عدن وبما يمهد لضم هذه الجزيرة التي تترافع أبوظبي في المحكمة الدولية لإيجاد مخرج قانون لها، فهل كانت الإمارات من تقف وراء الهجوم؟

فعليا لا يستبعد الكثير من المتابعين لهذه الخطوة خصوصا بعد إصرار السعودية على عودة حكومة هادي كاملة إلى عدن ولوحت بورقة السفراء الأجانب ، فالإمارات تسعى من خلال عرقلة عودة الحكومة الجديدة افشال مساعي الرياض لتطبيع الوضع وبما يمنح السعودية أريحية في إدارة ما تصفها “المناطق المحررة” جنوبي اليمن وفق لما نص عليه اتفاق الرياض كبدل عن الإمارات التي أعلنت سابقا الانسحاب وتراجعت عنه، ناهيك عن مساعيها اقصاء أطراف يمنية كالإخوان من المعادلة كالإصلاح الذي تحاول توجيه الحرب القادمة ضد معاقله سواء في تعز أو الهلال النفطي لا سيما مع تضمن تغريدة وزير الدولة الاماراتي  للشؤون الخارجية أنور قرقاش رسائل مبطنة للرياض اعترف فيها بأن الهجوم يستهدف الاتفاق، لكن هذا لا يسقط التهمة عن السعودية التي قد تكون دبرت الحادث وتهدف من خلاله لممارسة مزيد من الضغوط على الفصائل المحلية  التابعة للانتقالي والرافضة لمغادرة عدن وتضع المجلس الذي لا يزال يراوغ بين  الخروج والتلون أمنيا أمام خيارين الفوضى أو التسليم للقوات السعودية التي ينص اتفاق الرياض على إدارة المدينة خلال المرحلة المقبلة.

كل الاستنتاجات واردة في واقع معقد  لوضع  كان الهدف منه اغراق اليمن أصلا بحرب أهلية ذات ابعاد متعددة مذهبية ومناطقية ، لكن صمود البلد أو على الأقل أطرافا في شماله جر حلفاء الحرب عليه إلى مستنقع الاقتتال والصراع وينذر بفشل تحالفهم.

أحدث العناوين

كتائب القسام: المقاومة في غزة راسخة رسوخ جبال فلسطين

قال الناطق العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أبو عبيدة، إن كيان الاحتلال لم يستطع خلال...

مقالات ذات صلة