ما دلالة تفجير عدن ومن يقف وراءه ؟

اخترنا لك

احتدمت الخميس موجة جديدة من الجدل حول المستفيد من الهجوم الذي استهدف موكب يضم اهم رجالات المجلس الانتقالي وسط مدينة عدن معقله الذي يعاني من انهيار على كافة الأصعدة، فما دلالة الهجوم وتوقيته وتداعياته ومن يقف ورائه؟

خاص – الخبر اليمني:

حتى الأن تحاول أطراف الشرعية تسويقه لصالحها. الإصلاح المتهم الأبرز سارع لتحميل الانتقالي بتدبير الهجوم وهو بذلك يحاول العزف على الصراعات المناطقية التي طفت مؤخرا بين جناحي يافع والضالع بسبب استقطابات سعودية ، والسعودية التي لطالما اتهمت بمثل هكذا عمليات وتدير  قواتها المدينة بقبضة حديدية  تحاول تسويقه عبر اعلامها ضد خصومها في صنعاء مع ان الأخير لا مصلحة له اطلاق في مثل هكذا  عمليات فمن المستفيد؟

توقيت الهجوم يشير  إلى أن الإصلاح والسعودية التي تدفع عودته بقوة إلى عدن لها  مصلحة مشتركة من الهجوم، فالسعودية التي لا تزال تحمل دم القيادي البارز أبو اليمامة اليافعي الذي قتل بعملية مشابهة ،  تحاول تحقيق من خلال الهجوم الجديد عدة مكاسب أولها  توجيه رسالة للانتقالي  الذي ترفض فصائله مغادرة عدن ضمن اتفاق الرياض وقد سبقت هذه العملية بعملية لم يمضي عليها سواء بضعة أيام  عندما قتل مسلحين يتبعون مستشار قائد قواتها في عدن ناصر الشوحطي مرافقي أبو همام اليافعي وقائد اللواء الأول دعم واسناد بالتزامن مع ضغوط لخروج تلك القيادات من المدينة.

كما أن الهجوم  رسالة لأهالي عدن وانصار الانتقالي الذين بدوا  تصعيد ضد حكومة معين الموالية للسعودية للمطالبة بتحسين الخدمات ووقف انهيار العملة ،  بأن أي تصعيد لطرد الحكومة  قد يقود المدينة نحو مزيد من المشكلات وتحديدا الأمنية والتي لم تصحا المدينة من صدمة حوادثها اليومية ، ناهيك عن محاولة سعودية بالتملص من التزاماتها التي قطعتها سابق بدعم سلطة الانتقالي مقابل انخراطه في حكومة هادي .

وبغض  النظر  عن دور السعودية  في الهجوم والذي قد يكون محدودا سواء بمنح منفذيه ضوء اخضر او بطرق أخرى، يبدو الإصلاح المستفيد الأكبر من العملية ، فهذه العملية التي تأتي بعد تصريحات رئيسه عيدروس الزبيدي بشان التفاوض مع الحوثيين تحمل رسالة بأنه في حال سقطت مأرب سيكون هو الهدف وستتحول معارك الحزب ضد المجلس المدعوم إماراتيا، كما أن الأهم من هذه الخطوة، وفق مراقبين، هي إيصال رسالة للمجتمع الدولي بان عدن ليست امنة وأن الانتقالي لا يحكم سيطرته على المدينة اهم معقله، وهو ما قد يقلل فرص الانتقالي بالحصول على مقعد في المفاوضات المقبلة بشأن اليمن، و يقلص مساحة نفوذه في اية تشكلة حكومية جديدة، كما أن هذه العملية وفي حال  حققت هدفها بقتل ابرز رموز الانتقالي الميدانيين في ظل غربة قيادات الصف الأول ستضعف المجلس عسكريا وستعزز فرص الإصلاح الذي يحشد قواته في ابين ولحج بإمكانية إدارة معركة اقتحام عدن.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة