“الحوثي” يسحب البساط جنوب اليمن

اخترنا لك

في خضم الاحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية والشرقية خلال اليومين الماضيين لمع اسم “الحوثي”  كأهم شخصية في  تعليقات الساسة والناشطين وسط اتهامات  بين اطراف “الشرعية”  بالعمل لصالحه ما يعكس مدى تأثير   هذه الشخصية المحيرة  للعالم والتي ظهرت فجأة على السطح بعد أكثر من عقدين على محاولات اسكات صوته بالحديد والنار، فهل يمثل ذلك اجماع يمني على شخصية قائد حركة “أنصار الله”؟

خاص – الخبر اليمني:

عقب اقتحام انصار الانتقالي ، المدعوم إماراتيا، لمقر إقامة حكومة هادي في عدن، شرع خصومه في الشرعية وحتى السعودية نفسها لتوصيف ما جرى بأنه خدمة لمن تسميهم “الحوثيين” حيث يبرر هؤلاء ما جرى  بأنه يهدف لإرباك المحاولات للدفاع عن مأرب  في وجه قوات صنعاء وإيجاد واقع جديد يمنح الانتقالي حق تمثيل الجنوب في مفاوضات الحل الشامل.

ومع أن التظاهرات في عدن التي تعاني وضع مأساوي رفعت شعارات إنسانية، لم يخفي الانتقالي الذي كرر رئيسه في اخر ظهور إعلامي له على قناة السي ان ان الامريكية  عرض الحوار مع صنعاء لبناء دولة من اقليمين، وقوفه وراء التظاهرة وقد انخرط العديد من قياداته في التحشيد والتحريض على هادي وحكومته في عدن.

فعليا ورغم ما ضحى به الانتقالي في سبيل الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ 6 سنوات ، لم يشفع له ذلك من رفعه من قائمة  الاتهامات بالولاء لإيران، والنظر له من قبل السعودية وفصائلها بأنه وجه اخر لمن تصفهم بـ”الحوثيين”  وقد جدد السفير السعودي محمد ال جابر مرار وتكرار حديثه عن أن المجلس لم يشارك في الحرب وتقليله من تضحياته، والتي اثارت مؤخرا القيادي البارز في الانتقالي وعضو كتلة الاشتراكي البرلمانية عيدروس النقيب لتذكير ال جابر بما يعتبرها تضحيات في سبيل التحالف قبل قدوم الدعم السعودي.

عموما لا تزال شوارع عدن تتزين جدرانها  بشعارات الصرخة  وهي رسالة يتهم الانتقالي  بالوقوف ورائها لابتزاز السعودية، فالانتقالي ليس المكون الجنوبي الوحيد الذي يعلق – كما يبدو- امال كبيرة بصنعاء أو من يصفهم بالحوثيين، فثمة العديد من القوى الجنوبية خصوصا في الحراك يراهنون على تغيير صنعاء للمعادلة جنوبا وشمالا وبما يؤدي في نهاية المطاف إلى اقصاء منظومة “الشرعية” أو ما يعرف جنوبا بتحالف “7-7” الذي شن في تسعينات القرن الماضي حربا على الجنوب ، وهذا الرهان منبثق أصلا مما يصفها حسين العزي نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ  بمعانة الطرفان  في سجن النظام ذاته ناهيك عن تكريس القيادات في صنعاء في خطاباتها مفهوم المظلومية الجنوبية في عهد النظام السابق.

الملف في الأمر ليس الانتقالي وقوى الحراك حتى، بل “الشرعية” نفسها بشقها “هادي- الإصلاح” فهادي اعرب توا نائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية احمد العيسي وابرز رجالاته  خلال لقاء جديد  بأن الحوثيين “موثوق بهم وبالتعامل معهم”  في مؤشر على أن حركة انصار الله  أصبحت تجذب اهتمام قيادات رفيعة في هذا المكون “الغير شرعي”، وقبله الإصلاح الذي لم يخفي المتحدث باسم لجنة المصالحة في صنعاء محمد البخيتي وجود اتفاق مع تيار بداخله ، ظل الحزب متهما بالتعاون مع صنعاء خصوصا بعد الانسحابات الكبرى من معاقله في نهم ومأرب والجوف وابرام اتفاقيات خارج إطار الأمم المتحدة ابرزها بشان الاسرى ، اضف إلى ذلك  طارق صالح الذي يرفض القتال للدفاع عن مأرب ابرز معاقل الإصلاح وسارع لإبرام اتفاق مع قوات صنعاء في الحديدة بصورة سرية ، ومثله القوى المهرية المناهضة للتحالف والتي دعمت تمويل  اطلاق كليب أغاني يشيد بالحوثي في مواجهة التحالف ويطلب نجدته.

هذه التطورات في الحقيقة نتاج طبيعي لتعامل صنعاء مع كافة خصومها ومحاولاتها المستميتة لجمع كافة اليمنيين على طاولة اتفاق واحدة وقد شرع رئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام وخلال مقابلته الأخيرة للاعتذار عن أي خطأ  ارتكبوه داعيا الجميع  للحوار وهذه بحد ذاته نادرة ما يتم التقاطها من قبل القوى السياسية اليمنية المغمورة بزهو التحالف الذي  يستهدفها قبل غيرها، وهو ما يدعو لامعان النظر والالتفاف حول شخصية “الحوثي” ما دام  محل احترام جميع القوى.

أحدث العناوين

البريطانيون يواصلون الخروج دعماً لغزّة وتنديداً بالجرائم الإسرائيلية

تظاهر آلاف البريطانيين أمام مقر البرلمان البريطاني مطالبين حكومتهم بوقف تسليح "إسرائيل" واتخاذ مزيد من الإجراءات للضغط على كيان...

مقالات ذات صلة