كشف خطاب قائد أنصار الله عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الهجرة النبوية، أن الحراك الدبلوماسي لإنهاء الحرب في اليمن، لم يراوح مكانه، في ظل إصرار التحالف على تعريف خاص للسلام، وصفه الحوثي بالمفهوم الأمريكي، الذي يعني الاستسلام.
خاص-الخبر اليمني:
الحوثي جدد في خطابه التأكيد على مطالب صنعاء لتحقيق السلام، وهي إيقاف الغارات، ورفع الحصار، وسحب القوات الأجنبية، مؤكدا أن ما عدا ذلك هو المستحيل، وأن المعركة هي معركة الضرورة وحتمية ولا بديل عنها سوى الاستسلام.
وحيث يضع التحالف شرط إيقاف المواجهات في مأرب، وجه الحوثي رئيس وفد صنعاء للمشاورات السياسية محمد عبدالسلام بالكشف عن المبادرة التي قدمت إلى الوفد العماني، ليؤكد عبدالسلام عدم وجود أي مانع لدى صنعاء من إيقاف العملية العسكرية، وأنها قدمت مبادرة نصت على وضع عائدات سفن المشتقات النفطية في الحديدة لصالح المرتبات وأن يكون هناك إدارة مشتركة من أبناء محافظة مارب والحفاظ على الأمن والاستقرار وإخراج عناصر القاعدة وداعش وكذلك الالتزام بحصص المحافظات الأخرى من النفط والغاز وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر – رأس عيسى، إضافة إلى ضمان حرية التنقل والإفراج عن كل المخطوفين، وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء مارب.
وأكد عبدالسلام أن التحالف لم يرد على هذه المبادرة ولم يقدم حتى تعديلات مقترحة عليها لتنفيذها، وهو ما يعني عدم رغبته في تحقيق السلام.
وقال عبدالسلام إن إن الملف الإنساني أولوية ملحة ولن تبدأ صنعاء من الصفر مع أي مبعوث أممي.
خطاب الحوثي وتصريح عبدالسلام وضعا خطوطا واضحة وثابتة للدخول في السلام، ومع إصرار التحالف على مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري تؤكد صنعاء خياراتها للمواجهة، سواء بتعزيز جبهتها الداخلية، أو تطوير وتعزيز الجانب العسكري والأمني، حيث دعا الحوثي إلى “التحرك سياسيا وإعلاميا وفي كل المجالات للتصدي للأعداء بثبات دون ضعف أو فتور، لأن الخطر شامل، منوها أنه لا بد من الوعي تجاه ما يفعله الأعداء فمعاناتنا مستمرة، والمجتمع الدولي لا نسمعه إلا إذا كانت هناك انتصارات للجيش واللجان الشعبية”
وفي المجال العسكري، أكد الحوثي قائلاً: “يجب أن يستمر رفد الجبهات وأن يكون هناك نشاط في عملية التحشيد وتطوير الأداء العسكري والأمني”.
وشدد أن المعركة كبيرة على المستوى الاقتصادي وهي معركة الجميع شعبا وحكومة ولا بد من الاهتمام وفق الخطط والمسارات المحددة،
كما دعا إلى الحفاظ على السلم الأهلي لإحباط مساعي العدو في تغذية النزاعات القبلية، حاثاً على ضرورة التصدي للأعداء فكريا وثقافيا وعدم الاكتراث بحملاتهم الإعلامية.
ودعا الحوثي إلى الاستمرار في عملية التطهير داخل مؤسسات الدولة وإنقاذها من كل المدسوسين فيها.
