بلغ عدد القتلى من أبناء المحافظات الجنوبية في معارك الساحل الغربي التي اندلعت عام 2018م أكثر من 9000 قتيل وجريح فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 12000 جريح، وفقا لإحصائيات القوات المشتركة.
خاص-الخبر اليمني:
دفع التحالف بهؤلاء المقاتلين في حقول ألغام ومستنقع استنزاف عميق خلال معركة الساحل الغربي ليتقدم بهم إلى محيط مدينة الحديدة، التي أعلن حينذاك أنها أكثر المعارك أهمية واستراتيجية، وأنها الطريق الوحيد إلى صنعاء، وتستحق الكثير من الدماء من أجل تحقيق أهدافها، لكن هذه المعركة التي توقفت في مطلع 2019م بدت أكثر من مجرد حرب عبثية مع إعلان التحالف سحب مقاتليه من الحديدة، واعتبار ذلك ضمن استراتيجيته المستقبلية، حيث تنكر التحالف لكل التضحيات.
في كل قرية مقبرة
يقول الصحفي الجنوبي صالح الحنشي إنك لو زرت مقبرة في أي قرية من قرى مديريات لحج أو أبين أو مناطق عدن لوجدت في كل مقبرة عشرات القبور لمقاتلين قتلوا في جبهة الساحل الغربي، وأن الجميع يتذكر حين كانت تصل وبشكل شبه يومي جثث عشرات الشهداء قادمة من الساحل الغربي وأشلاء متفحمة لمئات من الشهداء..
ويشير الحنشي إلى فداحة الخسائر حينها جعلت الأصوات ترتفع للمطالبة بوقف هذا النزيف.
يضيف الحنشي: يتحدث الكثيرين عن نجاح جبهة الساحل الغربي وأثبتت انها الجبهة الوحيدة التي تفردت بأنها الجبهة التي لم تكسر، ولم تحقق أي جبهة أخرى ماحققته هذه الجبهة، لا يدرون أن عدد من سقطوا شهداء في هذه الجبهة ربما يساوي عدد شهداء كل الجبهات الأخرى.. وقد يزيد عدد شهداء معارك تحرير الساحل الغربي عن عشرة الف شهيد…
ويلفت الحنشي إلى أن كل شبر في مناطق الحديدة التي سيطرت عليها القوات الموالية للتحالف سقط فيه قتيل.
وعن تنكر التحالف لكل هذه الدماء والتضحيات يقول الحنشي إن هذا الفعل فعل مضاربة بكل حقارة في بورصة الرخص والنذالة.
ماذا عن قيادة القوات المشتركة؟
أفرزت الأحداث المتلاحقة إجماعا يمنيا على أن التحالف يحارب لأجل أهدافه لا من أجل أهداف أتباعه، غير أن الأسئلة التي تثار مع قراره بسحب القوات الموالية له، هي ماهي مواقف قيادة هذه القوات، لماذا لم تعترض على قرارات كهذه تتنكر للكثير من التضحيات وأين قرارها، وهي أسئلة لم ينتظر التحالف لأحد أن يستنتج إجابتها، حيث أكد المتحدث العسكري باسمه العقيد تركي المالكي أن الانسحاب تم بانضباط منقطع النظير، مؤكدا بذلك أن هذه القيادات لا تمتلك من قرارها شيء وأن دورها هو تجميع مقاتلين يستخدمهم التحالف وقودا في معاركه.
