فعاليات لإحياء احتلال جنوب اليمن بذكرى استقلاله

اخترنا لك

لأول مرة في تاريخ اليمن، تحيي دولة أجنبية  فعالية ذكرى استقلاله في الثلاثين من نوفمبر، وبعد نحو 54 عاما على تضحيات اليمنين في سبيل طرد الاحتلال، فهل إحياء المناسبة مجرد صدفة؟

خاص – الخبر اليمني:

بينما كانت القوى اليمنية في عدن وشبوة تحاول حياكة أهداف جديدة لذكرى اجلاء آخر جندي بريطاني من عدن في الثلاثين من نوفمبر  من  1967، كانت الامارات تعد برنامج بكل اتقان إعلاميا وشعبيا لهذه المناسبة.

بالنسبة للقوى الحاكمة في جنوب اليمن، الاحتفال لم يكن لتذكير الشعوب وخصوصا الجنوبيين بالتضحيات التي سكبت انطلاقا  من جبال ردفان لمقاومة الاحتلال البريطاني القديم  بل لتحقيق مكاسب سياسية تحت عباءة الاحتلال الجديد، فالانتقالي الذي يمثل سلطة الأمر الواقع في عدن وبعض المناطق الجنوبية، رفض السماح للحراك الجنوبي بإقامة الفعالية خشية أن يخرج عن أهدافه القابعة تحت ظلمة الامارات، بل وصل به الحال إلى اعتقال قيادي بارز فيه بعدن لتنظيمه فعالية بذكرى الثلاثين من نوفمبر  شارك فيها إعلامي شمالي.

هذا الانتقالي هو ذاته الذي تئن وسائل إعلامه من ما تصفه بقمع وتنكيل تمارسها خصوم المجلس في شبوة في إشارة إلى سلطة الإصلاح هناك التي اقتحمت أطقمها  أسواق رضوم وأغلقت عتق لمنع الانتقالي من إقامة فعالية بذكرى نوفمبر بل واعتقلت عشرات الناشطين في صفوف المجلس.

فعليا لا أحد ينظر  لذكرى الثلاثين من نوفمبر كتاريخ وأمجاد يعتز بها ، ولا لتذكير الأجيال الجديدة بحجم الاطماع الأجنبية في هذا البلد منذ قرون، أو حتى للضغط باتجاه توفير لقمة العيش للمواطنين الذين يكتوون في هذه المناطق بنار المجاعة والغلاء الفاحش، بل لغرض ” في نفس يعقوب” كما يقول المثل، فالانتقالي لا يرى في المناسبة إلا فرصة لاستهداف اليمنيبن بصورة مناطقية لتكريس مفهوم الانفصال، وتوجيهها كسهام في خاصرة خصومه في السلطة وأبرزهم حزب الإصلاح، والأخير لم يهتم بالفعالية التي لم يحييها في مناطق سيطرته بتعز ومأرب وحتى شبوة والمهرة وحضرموت التي رزحت بعضها تحت وطأة الاحتلال ذاته.

عموما ليس ثمة طرف من هذه الأطراف يريد اغضاب  التحالف الذي بات يعرف في منطقة “الشرعية ” ذاتها بـ”الاحتلال الجديد” وهذا واضح في تجنب الإصلاح الحديث عن السعودية في انتقاده للتحالف، ومحاولة الانتقالي إبراز دور الامارات في كل مناسبة.

من بين كل هولاء وحدها الامارات التي أصبحت تنفذ الأجندة البريطانية، من جنت مكاسب ذكرى الجلاء في اليمن وقد وسمتها بـ”يوم الشهيد الاماراتي في اليمن” وهي بكل تأكيد لم تكن تضحياتها هذه لأجل مساعدة اليمنيين على مواجهة الاحتلال الأجنبي ولا بدافع عروبي أو حتى دعمهم لمواجهة الجوع والفقر الذي  شاركت في رسمه كواقع على مدى 7 سنوات من الحرب والحصار بل لإفراغ محتوى هذه الذكرى التي تشكل كابوسا في وجه أي احتلال أو طامع بثروات الوطن وموقعه الاستراتيجي، فهذه الذكرى، وفق ما يراه أتباعها، يجب أن تكون لطرد اليمنيين انفسهم كما يحاول طارق صالح تصوير ذلك.

 

أحدث العناوين

Massacre crimes continues in Gaza

The number of martyrs due to the massacre committed by the Israeli occupation forces at dawn today against a...

مقالات ذات صلة