تداعيات الهزيمة ومكاسب الانتصار في معركة شبوة

اخترنا لك

وسط احتقان سياسي، قفز اطراف الصراع في منظومة السلطة الموالية للتحالف جنوب اليمن، إلى  معركة شبوة في محاولة لكل طرف لتحسين فرص مكاسبه عسكريا بغية فرضها كواقع على طاولة المفاوضات التي  يديرها التحالف من خلف الكواليس، فما مكاسب الطرف المنتصر و تداعيات خسائر الاخر في المعركة؟

خاص – الخبر اليمني:

قد  تبدو المعارك في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، مجرد انعكاس لحالة الصراع على المناصب هناك أو مراكز النفوذ الأمني ، لكنها من حيث التوقيت تشير إلى أنها معركة فاصلة  بين  البقاء  في المشهد او مغادرته إلى الأبد، على الأقل بالنسبة لحزب الإصلاح الذي يتعرض منذ نقل صلاحيات سلطة “الشرعية” التي ظل يهيمن عليها، لحملة اجتثاث على يد السلطة الجديدة ممثلة بـ”المجلس الرئاسي”.

الإصلاح الذي لا يزال يحتفظ بكتله العسكرية وتحالفاته القبلية الضخمة في المحافظة النفطية رغم محاولات تفكيكها يراهن بقوة على الانتصار في معركة شبوة التي  فجرتها فصائله عند منتصف الليلة الماضية، فهي بالنسبة لقياداته مسألة حياة أو موت، فيما قد يتمكن الحزب من فرض مطالبه بمنصب محافظ مأرب وربما حقائب وزارية في حكومة معين، والأهم الحفاظ على تماسك تحالفاته في الهضبة النفطية بحضرموت ومأرب والمهرة وتعز، لكن في حال خسر الحزب الذي خرج في أغسطس من العام 2019 منتصرا في شبوة  باقل الخسائر، رغم التحشيدات والتجهيزات لخصومه،  سيمثل ذلك آخر مسمار في نعشه وقد يفضي إلى اجتثاثه في ما تبقى من معاقله وربما تمهد كل هذه الهزائم إلى حظر الحزب وانشطته مستقبلا.

وخلافا للإصلاح، الذي رفع خلال الساعات الماضية سقف مطالبه إلى اقالة محافظ شبوة في محاولة لمقايضة شبوة بمأرب،  يقاتل  الانتقالي  بكل أريحية الآن  لأن خيار تمكينه يسير وفق لمخطط يديره التحالف وتحديدا الإمارات، وذلك المخطط بدأ بتمكين المجلس من كافة  مراكز الدولة الحساسة سواء على مستوى المجلس الرئاسي حيث يحتفظ بمقعدين وتحالفات ترجح كفته أو على مستوى حكومة معين  والحقائب السيادية وصولا إلى السلطات المحلية، وفي حال انتصر سيمثل ذلك مدخلا للاستحواذ على الهضبة النفطية في وادي وحضرموت والتمدد صوب المهرة  على الأقل لإعادة انعاش طموح أنصاره المطالبين باستعادة الدولة والتي تراجع تفاؤلهم  بامكانية تحقيقها مع انكفاء المجلس  على المناصب لكبار قياداته.

مع أن هزيمة الانتقالي في شبوة لن تكون الأولى منذ 2019، إلا أنها هذه المرة ستكون قاسية على مستقبله  وقد تدفع الامارات  للتخلي عن المجلس واستبداله بقوى أكثر تأثيرا خصوصا في ظل  النزعات المناطقية في شبوة ممن ترفض أي وجود للمجلس فيها وكانت دافع لاحتشاد مسلحي القبائل خلف لواء الإصلاح.

عموما معركة شبوة هي جزء من معركة واسعة يحاول التحالف من خلالها  فرض طرف معين سبق وأن جهزته ورتبته الإمارات وبضوء سعودي بعد تجاربهما الفاشلة مع الإصلاح، ولم يبقى للأخير سوى إلقاء كل ثقله في المعركة لحسمها لصالحه بما فيها التحالف مع خصومه خارج منظومة القوى الموالية للتحالف.

أحدث العناوين

فيتو أمريكي يجهض قرارا في مجلس الأمن الدولي لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

استخدمت الولايات المتحدة الأميركية، حق النقض" الفيتو"، مساء الخميس، لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم...

مقالات ذات صلة