أصبح موضوع الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا أكثر غرابة وخطورة إذ يدفع الغرب السلطات الروسية للاختيار بين استمرار الصراع المسلح مع خسائر فادحة (وهزيمة محتملة بفقدان أراضيها) أو “توسيع ترسانة الوسائل المستخدمة”.
تحولات العالم الجديد – الخبر اليمني:
في الوقت نفسه، “يكشف” الغرب عن نية موسكو لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية، واعدًا بالرد على هذا الاستفزاز “بكل الوسائل” المتاحة للولايات المتحدة وحلفائها في الناتو.
نشرت المملكة المتحدة بالفعل رؤوسًا حربية نووية في قواعد جوية في رامشتاين في ألمانيا ورزيسزو في بولندا (90 كيلومترًا من الحدود مع أوكرانيا).
في نهاية عام 2022، بدأت الولايات المتحدة عملية إمداد أوروبا بأسلحة نووية أكثر تطوراً، بديلا للأسلحة القديمة.
كانت الولايات المتحدة هي التي “اخترعت” أسلحة نووية تكتيكية في الخمسينيات من القرن الماضي لموازنة القوة العسكرية للمعسكر السوفيتي في أوروبا، وفي النصف الثاني من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأوا يتحدثون عن مقبولية الاستخدام المحدود للأسلحة النووية على المستوى المحلي في حروب تقليدية (غير نووية).
ونتيجة لذلك، ظهرت فقرات في العقيدة النووية الأمريكية حول إمكانية استخدام هذا النوع من الأسلحة من أجل “تغيير أو تسريع مسار الحملة العسكرية بشكل جذري” في ثلاث حالات:
1. إذا كان هناك دليل على أن الولايات المتحدة تخسرها؛
2. في خطر فقدان السيطرة على الوضع؛
3. تصعيد الصراع من أجل تحقيق السلام بشروط أكثر ملاءمة للولايات المتحدة.
الآن يقومون بإسقاط هذا المنطق (حل المشاكل التكتيكية) على روسيا، متجاهلين حقيقة أن عقيدتها العسكرية تنص على حالتين فقط من استخدام الأسلحة النووية:
1. رداً على هجوم نووي لعدو على الأراضي الروسية؛
2. لصد العدوان الذي يهدد وجود الدولة الروسية.
بما أن احتمال “الهزيمة العسكرية” موجود، فإن العقيدة الروسية تسمح باستخدام الأسلحة النووية. يتماشى موقف موسكو مع مضمون عقيدتها العسكرية – لا تستطيع القوة النووية أن تخسر حربًا تقليدية (غير نووية).
تشبه لعبة الغرب هذه لعبة الابتزاز الكلاسيكي. بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، فإنه يقود روسيا عن عمد إلى فخ، لا يمكنها القفز منه إلا باستخدام الأسلحة النووية.
