مع تدني سقف طموحها من تأثير الاتفاق مع ايران على الوضع في اليمن، بدأت السعودية حملة جديدة تستهدف من خلالها ضرب العلاقات بين صنعاء وطهران في خطوة وصفت بـ”البائسة”.
خاص – الخبر اليمني:
لأيام ظلت النخب السعودية تتطلع لموقف صنعاء الرسمي بشأن اتفاقها مع ايران، وكانت جميعها تتوقع ان تبادر صنعاء وتحديد حركة انصار الله “الحوثيين” لإعلان موقف يهدئ من روع المملكة، حتى وصل الأمر لصياغة بيان وتسريبه باسم قائد الحركة عبدالملك الحوثي يشيد من خلاله بالسعودية ، لكن الرد كان قاسي فالحوثي الذي ظهر بعد أيام على الاتفاق والقى كلمة رسمية تجاهل الاتفاق من اساسه او حتى الإشارة اليه باعتباره خارج سياق اليمن، وقبله كان العديد من القيادات في الحركة تنثر المواقف الثابتة بشأن سيادة اليمن وتؤكد بان الحل في صنعاء..
هذه المواقف دفعت النخب السعودية لمراجعة توقعاتها إلى ما دون الصفر ، وقد بدأ العديد منهم بائسا تمام حتى وصل الأمر بمساعد رئيس تحرير عكاظ وابرز منظري السعودية للاعتراف بعدم معرفتهم ماذا يريد من وصفهم بـ”الحوثيين”..
لم تعد السعودية تعول على اتفاق ايران بشان خروج من اليمن وهذا بدا جليا بتصريحات رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل لقناة فرنسية اشار فيه إلى ان بلاده التي حاولت التوصل إلى اتفاق مع صنعاء كانت تراهن على الاتفاق مع ايران ، وكل حلمها الأن تفكيك العلاقة الوثيقة بين طهران وصنعاء، وقد بدأت حملة واسعة سواء عبر تصريحات او تغريدات وحتى تسريبات، كما افردت لذلك مساحات واسعة على صفحات وسائل اعلام أمريكية ابرزها ول استريت جورنال التي نقلت عن مصدر سعودي لم تسمية قوله إن الاتفاق مع ايران تضمن بنود سرية بشأن اليمن وتسرد طموح سعودي كبير لتحقيق مالم تستطيع السعودية بتحالف نحو 17 دولة تحقيقه ..
تدرك السعودية بأن تأثير الاتفاق مع ايران على اليمن ضئيلا رغم العلاقة الطبيعية ، وهذا بدليل تصريحات نقلتها رويترز لمسؤول سعودي بشأن التزام ايران في اليمن، وكل ما تعمل الان هو الضغط على ايران من ناحية تارة بعروض الاستثمارات وأخرى بالانسحاب من الاتفاق وفي أخرى عبر تصوير الاتفاق على انه يستهدف من تسميهم بـ”الحوثيين” لكن كل هذه الخطوات لا تهدف أصلا للبحث عن مخرج بل لفك ما تعتبرها علاقة بين صنعاء وطهران ..