لماذا يحرص الزبيدي على استعراض القوة بوجه الحضارم؟

اخترنا لك

على الرغم من إعلانه انتهاج لغة الحوار بدلا عن القوة، عشية اختتام مؤتمر الحوار الجنوبي في عدن قبل أيام، يحرص عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي منذ الوهلة الأولى لقراره نقل المعركة إلى حضرموت، استحضار القوة  في رسائله لقوى المحافظة الأهم، فما ابعاد ذلك؟

خاص – الخبر اليمني:

بعد يوم على قراره نقل اجتماع الجمعية الوطنية للانتقالي إلى المكلا لأول مرة ضمن ترتيبات ما بعد إعلان عدن، نشر المجلس الانتقالي صور  لعيدروس الزبيدي في شوارع المكلا مرفقة بعبارات تهديد واضحة أبرزها تلك التي توجت بعبارة “من لم يأتي الينا سنذهب  اليه” في إشارة واضحة إلى قرار الزبيدي اسقاط المحافظة التي قاطعت قواها مؤتمره في عدن رغم دعوتها.

لم يقتصر الأمر على اللافتات التي اثارت جدلا، بل أن الزبيدي نفسه رفض دخول المكلا على متن سيارته المدنية رغم القوة التي تحميها بل اصطحب مدرعة قتالية في جولته بشوارع المكلا وهي خطوة اثارت أيضا حفيظة الحضارم وتسببت بانتقادات كبيرة له.

هذه الخطوات لم تكن عشوائية ولا تعكس مخاوف على حياة الزبيدي في مدينة لطالما عرف أهلها  المسالمين، بل أن تهديدات الزبيدي التي أطلقها اليوم في كلمته خلال لقاء تشاوري مع عدد من أنصار مجلسه في المكلا  وتوعد فيها بالقوة  لإسقاط حضرموت، تعكس توجه رسمي  للانتقالي باستحضار القوى في وجه الحضارم.

تاريخيا لم يكتب لأي إعلان للانفصال من حضرموت النجاح، فعلي سالم البيض الرئيس الجنوبي الأسبق ورغم ما كان يملك من شعبية في حضرموت  لفظته المكلا بعد فترة وجيزة على إعلان الانفصال في تسعينات القرن الماضي، وفي كل مرة كانت تستحضر القوى الجنوبية  الانفصال ترفع حضرموت شعارها المستقل، والتهديد كما يبدو محاولة لإخماد أي تمرد وفرض أي قرارات بالقوة.

أما البعد الأخر فيشير إلى الحالة الاجتماعية والسياسية  للحضارم والقائمة على مبدا التسامح والحوار والسلام وعدم انجرارهم نحو العنف بل ومحاولاتهم احتوائه في كل مرة كانت حضرموت على أعتاب معركة حتى مع الانتقالي نفسه عندما حاول جرها لمستنقع المواجهة، وهذا قد يكون سبب آخر يغري الانتقالي بالتهديد بالقوة بغية إركاع الحضارم واجبارهم على قبول قرارته بشأن مستقبله.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة