يلقي المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، بثقله السياسي والعسكري لحسم ملف محافظة أبين، البوابة الشرقية لعدن، فما أبعاد تحركات الانتقالي في أهم معقل خصومه؟
خاص – الخبر اليمني:
فجأة وبدون ترتيبات مسبقة ظهر عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، وسط أبين، المحافظة الجنوبية التي ربما لم يزرها منذ ثمانينات القرن الماضي او حتى يفكر بالدخول اليها نظرا للبعد المناطقي المتجذر في الصراع والتي كان الزبيدي طرف فيه مناهض لقوى أبين أرضا وإنسانا.
هذه المغامرة، الغير محسوبة العواقب، لم يكن مخطط لها أصلا وليست في قاموس الانتقالي الذي قاطعت قياداته جنازة أهم قائد فصائل المجلس في المحافظة، عبداللطيف السيد، الذي قتلته القاعدة قبل أسابيع قليلة مع أنها على بعد مرمى حجر من مسقط راسه، لكن الزبيدي، في الحقيقة، مضطر إليها مع بدء أطراف إقليمية مناهضة له محاولات جديدة لإعادة تصدير هادي إلى المشهد جنوبا أو المناورة به كورقة في وجهه.
ووفق لآخر التقارير فإن السعودية تدرس مع هادي صياغة مجلس حكم محلي في أبين، يكون فيه اليد الطولى ويحفظ له نفوذ عسكري وسياسي مستقبلا، كتعويض عن اقصائه من “الشرعية”، وهي في الحقيقة تسعى لإبقاء هادي أو بالأحرى ما تبقى منه كسكين في خاصرة الانتقالي الذي يهدد مستقبل نفوذها جنوبا.
رغم استعراض الزبيدي قبليا أو ما يشبه التكتل القبلي وسط زنجبار، وسط مقاطعة كبار مشايخ أبين المعروفين، ناهيك عن حديث فصائله بحسم المعركة ضد من تصفهم بـ”الإرهابيين” والسيطرة إعلاميا على معاقلهم، لا يزال وضع الانتقالي في ابين غامضا في ظل التصعيد الأخير للمعلمين والقضاة ممن تظاهروا وسط زنجبار اليوم، ناهيك عن أن القوى التي تقود ما تصفها بالمعركة ضد “القاعدة” تدين بالولاء لهادي سياسيا ومناطقيا وأن حاولت التدثر بثوب الانتقالي لتلافي مساعي استئصالها.