اثار اعلان قوات صنعاء استهداف سفينة شحن أمريكية في خليج عدن، الثلاثاء، الكثير من التساؤلات ابرزها تلك التي تتحدث عن توسيع العمليات اليمنية، فهل نقلت اليمن عملياتها إلى مستوى جديد؟
خاص – الخبر اليمني:
عقب ساعات على تلويح مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي، اعلى سلطة في صنعاء، بتوسيع العمليات العسكرية تعرضت سفينة أمريكية لهجوم أصابها بمقتل.
كان المشاط يرد هاتفيا على اتصال من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لمناقشة التطورات في البحر الأحمر، في وقت تضغط فيه أمريكا لوقفها، وقد حذر فيه من تبعات الحرب على غزة معتبرا استمرارها قد يدفع نحو توسيع العمليات اليمنية.
لم يمر الوقت طويل حتى اعترفت أمريكا بإصابة احدى سفنها بصاروخ اطلق من مناطق من وصفتهم بـ”الحوثيين” خلال ابحارها في خليج عدن، واكدته صنعاء على لسان متحدث قواتها العميد يحي سريع.
هذه العملية التي تعد الأولى من نوعها منذ بدء صنعاء تنفيذ قرار حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، عدت من قبل مراقبين بمثابة توسيع العمليات اليمنية بأبعاد جديدة فهي استهدفت اكبر قوة على الأرض، كما تصنف أمريكا نفسها، وثانيا ان الهجوم وقع هذه المرة بخليج عدن وليس البحر الأحمر حيث تنشر القوات الامريكية عشرات البوارج والسفن الحربية في محاولة لكسر الحظر اليمني على إسرائيل.
حتى الان لا يزال المسؤولين في صنعاء يؤكدون بأن الملاحة امنة في البحرين الأحمر والعربي باستثناء السفن الإسرائيلية او المرتبطة بها، لكن تحليلات لمقربين من انصار الله تؤكد بان العملية الأخيرة كانت في إطار الرد على الاعتداءات الامريكية – البريطانية والتي سبق للمجلس السياسي الأعلى وان حدد مصالحهما أهدافا مشروعة أينما كانت.
قد تكون اهداف العملية الأخيرة لليمن في خليج عدن تحمل ابعاد اكبر من منع السفينة المرور نحو الموانئ الإسرائيلية، وفق ما يصفه خبراء، فهي من الناحية الاستراتيجية أطاحت بالولايات المتحدة التي ظلت تتربع على عرش القوى الكبرى فيما يتعلق بحماية الممرات المائية حول العالم منذ الحرب العالمية الثانية وما اعقبها من انهيار للاتحاد السوفيتي، اما على المدى القصير فهي تشكل هزيمة غير مسبوقة لأمريكا التي حشدت مؤخرا تحالفات من تل ابيب في محاولة لكسر الحصار عن إسرائيل وهددت خلال الايام الأخيرة بما في ذلك شن غارات على اليمن.
فعليا دفنت اليمن بعملياتها الأخيرة ضد السفينة الامريكية وقبلها البوارج في البحر الأحمر الغطرسة الامريكية في العالم وليس في المنطقة ، وقد أصبحت واشنطن التي كانت تستعرض لحماية الملاحة الدولية تبحث عن من يحمي سفنها وعاجزة حتى عن فعل شيء لمنع الهجمات بما في ذلك تفعيل المنظومات الدفاعية..
