من اليمن إلى لبنان مرورا بالعراق ووصولا إلى فلسطين تشتعل الأرض جحيما تحت اقدام الاحتلال وحلفائه ، ولم تهدا نيرانها المقاومة منذ اللحظة التي أعقبت سلسلة الاعتداءات الغادرة للاحتلال في تلك الدول خلال الأسبوع الماضي فأي رد اكثر من هذا ينتظر؟
خاص – الخبر اليمني:
اليمن التي ظلت تتصدر المشهد منذ نوفمبر الماضي، رفعت القلق الأمريكي إلى اعلى مستوياته مع تصاعد وتيرة عملياتها خلال الايام القليلة الماضية تمهيدا للضربة الكبرى، وحتى لا يصحى الاحتلال على واقعها المر دفعت البحرية الامريكية بمدمرتين إلى سواحل الاحتلال على البحر الأحمر على امل ان يهدأ روعة ويقل حدة ضربه. الأمر ذاته في العراق وقد اثخنت المقاومة الإسلامية هناك الاحتلال الأمريكي بفاتورة باهظة عن الاعتداءات الأخيرة مع تحدث تقارير إعلامية عن مقتل 6 جنود واصابة نحو 12 اخرين بجروح وعشرات بالهزات الدماغية وهي حصيلة غير معهودة في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر.
ومع أن ضربات اليمن والعراق دفعت القوات الامريكية التي تعد حاجز الصد الأول في المنطقة لإعادة تموضع قواتها برا وبحرا، يبدو المشهد القادم من الأراضي الفلسطينية ولبنان اكثر قتامة بالنسبة للاحتلال الذي ينزف منذ نحو 3 أيام وهو التاريخ الذي قرر فيه حزب الله استئناف عملياته الروتينية عقب استشهاد القيادي فؤاد شكر بطائرات الغدر الإسرائيلية بضاحية بيروت.
الحزب الذي ظلت قواته خلال الأشهر الماضية من عمر طوفان الأقصى تنفذ عمليات في حدود قواعد الاشتباك، وسع مسرح عملياته بإضافة مستوطنات جديدة لبنك أهدافه اليومي وعمق الهجمات بعيدا عن المستوطنات الحدودية والاهم هو حجم الخسائر البشرية والمادية التي يعلنها الاحتلال في اعقاب كل ضربة واخرها سقوط نحو 19 صهيونيا في نهاريا والتقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا في قاعدة للاحتلال بين حيفا وعكا تم استهدافها بطائرة مسيرة وبين هذه الضربات وتلك تبرز أسلحة الحزب الجديدة في ضوء التقارير عن دخول مسيرات جديدة إلى ساحة المواجهة اثبتت خلال الساعات الأخيرة قدراتها على تجاوز المنظومات الدفاعية الاحدث والأكثر تطورا للاحتلال في المنطقة واربكتها بحيث دفعتها لقصف مدن الاحتلال ذاتها، وهي بحد ذاتها رسالة للاحتلال بقدرات الحزب مما يعزز ذعره بانتظار الضربة التالية.
على الأرض في غزة، صعدت فصائل المقاومة وتحديدا القسام من وتيرة ضربات المركزة للاحتلال وقواته وتمكنت خلال الايام الأخيرة التي أعقبت اغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية من الحاق اضرار نفسية وبشرية ومادية بالاحتلال سواء بتنفيذ ضربات في قلب تل ابيب او بالضفة المحتلة والاهم تلك التي تدور رحاها على الأرض في جبهات غزة وحققت نجاحا باهرا.
هذه المعطيات التي تعد تحولا بصورتها سواء تلك التي كانت قبل توسيع الاحتلال لهجماته إقليميا او بعدها تشير على أن المواجهة دخلت مرحلة جديدة وان الرد بات يتخذ صور متعددة لن يمنح الاحتلال الذي يعيش حالة تخبط بانتظار الرد الأكبر مساحة للتنفس حتى لحظة وقوع الرد الأكبر.
قد يكون العالم مشغول بالرد الإيراني او بطبيعة رد المقاومة التي اعتادها ضمن قواعد الاشتباك في ابريل الماضي لكن ما يحدث في الميدان وما تؤكده القيادات سواء في اليمن او لبنان والعراق وايران فإن للرد صور متعددة احدها بدأت بالفعل ويكتوي الاحتلال وحلفائه فعليا بنيرانه.