وسط المخيمات المكتظة بالنازحين شمال قطاع غزة تتكشف مأساة إنسانية جديدة تضاف إلى جملة المآسي التي خلفها العدوان الإسرائيلي إذ يعاني آلاف الأطفال الفلسطينيين اليوم من تفشي الأمراض الجلدية بشكل مرعب.
خاص-الخبر اليمني:
في هذه المخيمات تكاد الحياة تكون مستحيلة في ظلّ انعدام وسائل النظافة، وارتفاع درجات الحرارة، وانتشار مياه الصرف الصحي وهو ما جعل من هذه المخيمات بيئة خصبة للأوبئة والأمراض التي أصابت الأطفال بشكل كبير.
هنا في مستشفى كمال عدوان يتكدس الأطفال المصابون بجروح والتهابات جلدية حادة، وجوههم البريئة التي اعتادت على التبسم في أزمنة مضت تغلب عليها الآن علامات الألم والمعاناة.
الأطباء هناك يقاتلون بشجاعة لمواجهة هذه الأوبئة الجلدية التي انتشرت بين الأطفال الفلسطينيين وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
يحاول الأطباء ها هنا تقديم الرعاية لهؤلاء الأطفال الذين يذبلون ببطء فيما تنهش الآلام جلودهم في ظلّ واقع صحي ومعيشي صعب أفرزه العدوان والحصار الصهيوني المتواصلان على سكان قطاع غزّة.
أمام هذا المشهد المأساوي كلِّهِ يعيش الأهالي في خوف دائم على أطفالهم قلقين من انتشار الأمراض وعدم توافر العلاج اللازم.
هؤلاء الآباء والأمهات لا ينامون الليل، قلوبهم مثقلة بالهموم وهم يرون ما نجا من أطفالهم في صراع عميق مع الألم والمرض.
هذا الوضع الكارثي في غزّة دفع المنظمات الإنسانية لتأكيد أن هذه الكارثة الصحية ستتسبب في وفاة المزيد من الأطفال إذا لم يتحرك المجتمع الدولي فورًا لوقف العدوان الصهيوني على القطاع ورفع الحاصر.
والحقيقة أن كل يوم يمر دون تدخل دولي هو حكم جديد بالإعدام على هذه الأرواح البريئة أما كيان العدو الإسرائيلي فهو المسؤول الأول والأخير عن هذه الكارثة فالحصار والعدوان المستمر هما السبب في معاناة هؤلاء الأطفال والملايين من مواطني قطاع غزّة.