مع تصاعد ازمة الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي وفوضى الصدام الأمريكي – الروسي، بدأت مصر محاولات للخروج من الازمة الجديدة التي تحيط بها بالبحث في اكوام الدول الإسلامية ، فهل تنجح بالمناورة في وجه الاحتلال؟
خاص – الخبر اليمني:
بعد زيارته إلى تركيا الدولة المتناقضة بمواقفها بشان فلسطين ، قرر الرئيس المصري التوجيه بتعزيز قواته على الحدود مع غزة بالتوازي مع منح الاحتلال مهلة جديدة لعشرة أيام للانسحاب من المناطق المحددة باتفاق السلام كمنزوعة السلاح والممتدة على طول الخطوط من نتساريم حتى رفح مرورا بمحور فلادلفيا.
كانت مصر تعول على اتفاق غزة لدفع الاحتلال الذي يطمح لتوغل اكبر باتجاه سيناء المصرية ، لكن حتى الولايات المتحدة التي كانت تعول عليها القاهرة انقلبت وإعادة صياغة بنود الاتفاق عبر توفير غطاء امريكي وغربي لبقاء الاحتلال في تلك المناطق وسحب الياته لبضعة كيلومترات وهو ما ترفضه القاهرة الوسيط الأبرز بمفاوضات غزة والتي أصبحت مؤخرا طرفا كما بدأت مواقفها واكدته قياداتها.
لم يقتصر الدور الأمريكي والغربي على شرعنة وجود الاحتلال العسكري في العمق المصري بل امتد أيضا لفرض حصار على القوات المسلحة المصرية برفض بيع شحنة طائرات أوروبية – أمريكية حديثه ومن الجيل الرابع ، وفق الخبير الدبلوماسي المصري سامح عسكر، بغية الحفاظ على تفوق للاحتلال في المنطقة ، ووصلت تلك الدول التي تثقل كاهل القاهرة بالديون إلى الضغط عليها لمنع ابرام صفقة طائرات سو35 الروسية ..
لا يبدو من خلال التعزيزات العسكرية المصرية على الحدود مع غزة وبحضور رئيس الأركان الذي يزور المنطقة الفاصلة منذ أيام ذات طابع لمواجهة عسكرية بقدر ما هي استعراضية باعتبار ما تم نشره من قبل وسائل اعلام مصرية كان مكشوف ويعيد للاذهان سيناريوهات سابقة وقع فيها الجيش المصري البري ضحية لقصف الطائرات الإسرائيلية، ولا نية للقاهرة للتصادم مع أمريكا والغرب او حتى التقارب مع روسيا وقد ظلت خلال الأشهر الماضية محل حياد حتى وقد طرق الاحتلال ابوبها وقتل عددا من جنودها، وحتى لا تقع في فكي كماشة اتجهت بعيدا نحو تركيا التي عانت علاقتهما منذ صعود السيسي أزمات متتالية بفعل احتضان انقرة لجماعة الاخوان ودعمها نشاطا معاديا له .. كان زيارة السيسي الأسبوع الماضي لتركيا فارقة جديدة في علاقة الطرفين باعتبارها الأولى في تاريخ رئاسة السيسي لمصر.
مع أن مواقف تركيا بشان غزة ظلت خلال الأشهر الأخيرة متذبذبة بين ترجيح دعم المقاومة و الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والدبلوماسية مع الاحتلال ، الا ان تصريحات رئيسها الأخيرة ضد الاحتلال والتراشق الإعلامي كانت لافتة للنظر ومع ذلك لا يتوقف اوردغان المعروف ببراجماتيته عن استغلال الاحداث لتحقيق مصالح ذاتية وهاهو بعد أيام قليلة على زيارة السيسي يدعوا لتحالف إسلامي يضم مصر وسوريا ولبنان بدلا من ان يدعوا إلى توسيع التحالف الحاصل حاليا والذي يضم دول المحور بقيادة ايران وقد اثبت بأنه اكثر فعالية ونشاطا ميداني فيما يخص دعم المقاومة ناهيك عن مصداقيته.
لاوردغان الذي تعد بلاده أيضا على خط سير الاحتلال في طريق تحقيق الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات مأرب غير نصرة فلسطين تبدأ بتسييد تركيا المشهد وتلك لا يخفيفها وزير الخارجية الإسرائيلي في تعليقه على تصريحات اوردغان الأخيرة ، لكن بالنسبة لمصر فالامر لا يقتضي على دعم عسكري وهي التي تبني جيوش عريقة منذ عقود وتعد قوة لا باس بها في المنطقة وان قل حضورها العسكري في المشهد بل يتحديث اسطولها الحربي من الطائرات والأسلحة الأخرى في ظل الحظر الغربي والامريكي تقارب مع روسيا ومنع تزويد الجيش المصري بالتقنيات اللازمة..