مع نجاح اليمن بطرد البوارج الامريكية من البحر الأحمر، واستقرار الملاحة في ممراته الهامة ، بدأت السعودية تحريك ملف البحر الأحمر ، فما ابعاد التحرك السعودي ي هذا التوقيت؟
خاص – الخبر اليمني:
على مدى نحو 9 اشهر من المواجهة بين القوات اليمنية والبوارج الامريكية، التزمت السعودية الصمت، وفي اغلب الأحيان كانت تؤكد دعمها العمليات اليمنية عبر تبريرها بحرب غزة.
كانت السعودية تحاول انتظار نتائج المواجهة وقد رفضت عروض أمريكية للانخراط بتحالف حماية إسرائيل ، رغم التقارير عن فتحها شريان بري للاحتلال عبر أراضيها الحدودية وصولا إلى الأردن.
لم تكن هذه المواقف السعودية لأجل خاطر اليمن الذي شنت عليه حربا وحصار على مدى سنوات، بل لسقي الولايات المتحدة وبريطانيا من ذات الكأس الذي تجرعت مرارته في اليمن انتقاما لتخليهما عنها مع فشلها عسكريا في حربها التي قادتها في مارس من العام 2015.
اليوم ومع تجلي نتائج انتصار القوات اليمنية في معركة البحر الأحمر واعتراف أمريكا ذاتها بخلو البحر الأحمر من بوارجها بعد سحب اسطول حاملة الطائرات “ايزنهاور” ، بدأت السعودية تحركات في ملف البحر الأحمر.
خلال الـ24 ساعة وضع السعودية ملف البحر الأحمر على اجندة عدة لقاءات إقليمية ودولية بدء بالنقاشات التي أجريت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصولا إلى لقاءات القاهرة والمؤتمر المشترك بوزير الخارجية السعودي ونظيره المصري ومرورا بالبيان المشترك للاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي.
بالطبع حديث السعودية عن ضرورة خفض التصعيد في البحر الأحمر لا يعني وقف المواجهة بين اليمن وامريكا ، وقد انسحبت الأخيرة ذليلة بل محاولة لفرض واقع جديد يحول دون تولي القوات اليمنية مهام تأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر والذي تطل اليمن على اهم ممراته خصوصا اذا ما تم قراءة عبارة ” احترام الملاحة البحرية وفقا للمواثيق الدولية” في البيانات الأخيرة المدفوعة سعوديا.
تريد السعودية العودة بالوضع في البحر الأحمر إلى مربع الصفر وقد اكتملت المواجهة لصالح صنعاء مع بدء صنعاء نشر دوريات بحرية في البحر الأحمر واحراق سفن وقود من الداخل كما حدث مع “سونيون” اخر سفينة غربية، وهي بذلك تتحسب لتبعات الانتصار اليمني في اهم منافذها لتصدير النفط، والتحرك لم يقتصر على الضغط الإقليمي والدولي على اليمن بل تضمن عروض عبر وسيط دولي في ظل التقارير عن طلب وساطة روسية.