بصورة مفاجئة ، أعلنت الولايات المتحدة تفعيل خدمة الانترنت الفضائي في اليمن باعتبارها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تدخل هذه الخدمة التي لا تزال محظورة في كثير من البلدان بما فيها الشرق الأوسطـ، وبخطوة بسيطة أعلنت تخفيض أسعارها بصورة كبيرة، لكن مالذي يدفع اكبر دولة رسمالية في العالم لمنح افقر دولة على الخارطة هذه الخدمة شبه مجانا؟
خاص – الخبر اليمني:
الاحتفال الأمريكي بتدشين خدمة الانترنت الفضائي في اليمن لم تقتصر على الشركة المزودة للخدمة والتي يملكها الأمريكي ايلون ماسك صاحب اهم شركات التقنية والاتصالات حول العالم، بل شمل أيضا السفارة الامريكية في اليمن ووزير الخارجية انتوني بلينكن ذاته.
هذه الشركة تمتلك العديد من الأقمار الصناعية ذات الأغراض الاستخباراتية والعسكرية والتي تدور بشكل مستمر في المدار الجوي للأرض ، ولم يعرف عن الشركة تقديم خدمات مجانية بل على العكس تعد رسومها الأكبر حول العالم مقارنة بشركات أخرى بما فيها أمريكية ، والأخطر في الأمر الدول الذي لعبته خلال الحرب الأوكرانية – الروسية حيث ظلت العين الساهرة للتحالف الغربي في أوكرانيا وعززت اتصالات الحلفاء بعد ان نجحت روسيا باختراق شبكات الاتصالات الأوكرانية.
فعليا، تم توقيع عقد الشركة للاستحواذ على قطاع الانترنت والاتصالات في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن قبل اشهر ، لكن توقيت اعلان بدء البث فعليا حمل عدة أسئلة استفهام، أولها لماذا قررت الشركة تخفيض رسوم الاشتراك الشهري وأسعار الصحون اللقاطة وتزويد الخدمة، وما علاقة الخطوة بالتحركات الامريكية لتصعيد داخلي في اليمن وما تداعيات الشركة على خصوصية الناس في مناطق بثها جنوب وشرق البلاد خصوصا بعد ان كشفت تقارير غربية تورطها بعمليات تجسس؟
بحسب خبراء، فإن خفض رسوم الشركة واسعارها ليس لأجل خاطر اليمنيين الذين يعانون منذ نحو عقد من فقر ومجاعة بسبب الحرب والحصار التي تقودها الولايات المتحدة والسعودية ، واغناهم بالكاد يؤمن قوت يومه، بل لأسباب تتعلق بدفع اليمنيين الذين يعانون من تردي خدمات الانترنت مع تكرار عمليات استهدافه بما في ذلك قطع كابلات في شرق البلاد او ساحلها الغربي، إضافة إلى وجود خطط أمريكية لاستهداف قطاع الاتصالات في البلاد سواء عسكريا او اقتصاديا.
قد يحسب البعض الخطوة الامريكية تطور مهم لهذه الخدمة التي أصبحت جزء من حياة الناس والتواصل حول العالم، لكن الأخطر فيها انها ذات ابعاد عسكرية بحتة وقد لا يقتصر الامر على دعم اي تصعيد عسكري لفصائل التحالف جنوب وغرب اليمن والتي تعدها أمريكا بدعم الاحتلال الإسرائيلي لهذا الامر حاليا، بل لاستعادة نفوذ أمريكا في اليمن بعد سنوات من طردها منه بعد ان ظلت لعقود تجثم على مفاصل الحياة فيه.
دخول “ستارلينك” هو ذات السيناريو الذي اعتمدته الولايات المتحدة في فيتنام بعد طردها عسكريا منه ، اذ شرعت بالهيمنة الاقتصادية بدفع شركات أمريكية للاستحواذ على اهم مفاصل وعصب الحياة فيه اقتصاديا وهو السيناريو ذاته الذي تكرره حاليا في اليمن مع فشلها باستعادة نفوذها فيه عسكريا، لكن تظل تلك المشاريع محكومة بالفشل بفعل وعي الناس وادراكهم للخطط الامريكية الخبيثة في البلاد.