لوهلة ، أعاد طوفان الأقصى، ضخ دماء المقاومة إلى عروق الأمتين العربية والإسلامية ، المجمدة أصلا منذ اخر مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي وهزيمة العرب المذلة مطلع الالفية الماضية.. كان حزب الله واحد ممن سطروا الحقبة الجديدة ، فما تداعيات استشهاد قائده على وضع المقاومة في المنطقة برمتها؟
خاص – الخبر اليمني:
على الرغم من أن السيد حسن نصر الله، ليس الوحيد الذي يتم اغتياله في مسار معركة الطوفان التي بداتها غزة وامتدت إلى جبهات أخرى ابرزها لبنان واليمن والعراق وحتى ايران وسوريا، وحتى على مستوى حزب الله ذاته وقياداته العليا فقد سبق للاحتلال وان اغتال امين عام الحزب السابق مطلع التسعينات عباس الموسوي ، لكن بالنسبة لنصر الله فثمة فرق ..
على مدى الأشهر الماضي صدح نصر الله كصوت في نصرة المظلومين في غزة شانه شان قيادات أخرى في اليمن والعراق ودولا أخرى، لكن ما ميز حزب الله انه كان على خط المواجهة الامامي مع الاحتلال الإسرائيلي وكان هدفا للاحتلال منذ عقود حيث ظل الاحتلال وباعتراف قياداته يعمل على الوصول إلى الجهاز القيادي للحزب واستهدافه.
لا احد في العالم ينكر فضل نصر الله في رفع معنويات المقاومة سواء بحراءة التهديد او بفرض واقع جديد على الأرض خطه بمعادلة وقف التصعيد بوقف الحرب على غزة ، وكان لذلك اثر بالغ في تخفيف العدوان والمجازر الوحشية على الشعب الفلسطيني ، ولا احد قادر على الوقوف مكان نصر الله ليوجه الخطابات والرسائل التهديدية للاحتلال الواحدة تلو الأخرى..
كان صوت المظلومين في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والعراق وكافة بقاع العالم ، ودافع عن كل قضايا الأمة خلال مسيرته الحافلة بالجهاد والكفاح ، حتى وقد تجاوز عمره الـ62 لا زال وحتى اللحظات الأخيرة لاستشهاده يرفض المساومة بعيدا عن غزة وشعبها المكلوم هناك.
قد يكون حسن نصر الله واحد في قائمة طويلة تضم مئات القيادات الذين استشهدوا على طريق القدس خلال السنوات الأخيرة او بالأحرى الأشهر الماضية من عمر طوفان الأقصى، لكنه سيظل اثر استشهاده جرح غائر في جسد الأمتين العربية والإسلامية وقد يكون رحيله هذا فاجعة منقطعة النظير ..
ليس استشهاد السيد حسن نصر الله كغيره ، فرحيله يضع الأمتين العربية والإسلامية بين خيارين لا ثالث لهما امام استنهاض الهمم والسير على دربه واستكمال مسيرته في فرض معادلة الردع التي تضع الاحتلال تحت اقدام مجاهديها او الاستسلام لمخططاته القذرة والعيش تحت رحمته وهو خيار لن تنهض بعده الامة ابدا.