مع استمرار المحاولات الامريكية لإعادة تشكيل قوى النفوذ في اليمن بعيدا عن القوى الجديدة ، يثار تساؤلا حول وضع الفصائل العسكرية بتياراتها الجديدة وتحديدا الموالية للإمارات ؟
خاص – الخبر اليمني:
في عدن تواصل الاذرع الاستخبارات الامريكية ممثلة بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية والمعهد الديمقراطي جولتها الثانية لإعادة انشاء تحالف واسع للقوى اليمنية الموالية للتحالف والتي تم هجرانها من قبل السعودية والامارات.. يضم التحالف الجديد القوى السياسية التقليدية من المؤتمر إلى حزب الإصلاح ومرورا ببقية الأحزاب الصغيرة إلى جانب تكتلات جنوبية قديمة كالحراك.
في هذا المسار الذي سبقه المبعوث الأمريكي وسفارة بلاده قبل اشهر بدعوة هذه الأحزاب للاستعداد لمواجهة تداعيات مشاكلها اليومية ، يبدو بان أمريكا قررت تحظير هذه القوى التي عفى عليها الزمن لمرحلة جديدة، لكن ما يتضح من خلال المسار الأمريكي في عدن انه يحاول العودة بالزمن إلى الوراء وتحديدا إلى العام 2016 ، حيث البدايات الأولى للحرب التي قادتها السعودية والامارات بتحالف نحو 17 دولة ضد اليمن .. هذا التوجه يبدو جليا بتنصيب احمد عبيد بن دغر رئيسا للتكتل السياسي الجديد المزمع إعلانه خلال يومين في عدن وسيتولى إدارة شؤون الدولة او الاشراف عليها.. كان بن دغر رئيسا للوزراء في العام 2016. والأهم أيضا في التوجه انه يستبعد الانتقالي الذي شكل في وقت لاحق من ذلك العام لوم يكن موجودا قبل ذلك.
وبغض النظر عن قدرة الأحزاب على احداث تغيير في ضوء محاولة لملمة شتاتها في الخارج ، تثار هذه التحركات تساؤلات عدة حول مصير القوى اليمنية التي تشكلت بعد ذلك وابرزها المجلس الانتقالي وما يعرف بـ”المكتب الوطني للمقاومة” الذي يقوده طارق صالح إضافة إلى تكتلات أخرى في حضرموت ..
وبغض النظر عن حضرموت، يبدو بان أمريكا قررت استبعاد نجل شقيق الرئيس الأسبق والمجلس الانتقالي ، ولم يتضح بعد ما اذا كان للأمر علاقة بتأديب الامارات التي تقول أمريكا انها تقاوم ضغوطها للانخراط بتحالف لحماية الاحتلال الإسرائيلي أم تجهيز تلك القوى لمرحلة مقبلة تعقب تجريب القوى التقليدية ..
أيا تكون دوافع استبعاد تلك القوى، تشير الضغوط الامريكية عليها واجبارها على تفكيك فصائلها المسلحة إلى توجه امريكي لابقاء تلك القوى في الهامش او منحها نفوذ محدود باعتبارها امتداد لقوى إقليمية تعد ذراع اخر لها في المنطقة.
مع أن طارق صالح والمجلس الانتقالي عرضا اكثر من مرة حماية الاحتلال وتأمين سفنه ولم يتوقفا عند حاجز العرض بل سعيا لدعم من الاحتلال الإسرائيلي وامريكا مباشرة الا ان قرار أمريكا استبعادهما مؤشر على عدم ثقتها بهما وقدراتهما أيضا.