| د. محمد المعموري*
عقدت في الرياض القمة العربية الاسلامية يوم 11 نوفمبر ” تشرين الثاني” 2014 وسط حضور كبير لقادة العرب والمسلمين، فتمخضت عنها 38 قرار يخص فلسطين ولبنان، وكان من الواضح ان قرارات القمة تركز على حل الدولتين بمبادرة من السعودية لأنهاء الحرب في غزة ولبنان.
ولمن عاش وراقب مأساة غزة منذ اكثر من سنه حتما سيسأل هل كان لازال الوقت مبكرا لكي نعقد القمة في هذا الوقت الذي تهدمت فيه اركان غزة وانهارت “مَدنيتها” واصبحت مدينة اشباح، ولأكثر الم من انهيار تلك المدينة العربية هو ما حصل على ارضها من ابادة جماعية وما تحوي إرَمها من جثث لازالت تحت ترابها وجرحى ومهجرين ولازلنا نطالب مجلس الامن باتخاذ القرارات الملزمة لإيقاف الحرب هناك ، ونسينا وتناسينا ماهي اهداف الكيان المحتل وماذا يريد ومتى يوقف الحرب وماهوا الثمن الذي يدفعه العرب والمسلمين من اطالة الحرب واي محطة ستكون الاخيرة في قطار نتنياهو؟
وقبل هذا وذاك علينا ان نتذكر ان الكيان قد عقد اتفاق اوسلو 1995 وبأشراف امريكا، وهي ذاتها الفقرات التي تحدثت عنها قمة الرياض 2024 فيما يخص حل الدولتين ولكن لم تنفذ بنودها ولم يحصل الفلسطينيين على “جزئيات” من ارضهم رغم قبولهم بذاك الاتفاق ،واليوم نعيد الكرة لكي نثبت ان “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”.
والسؤال المهم لماذا الان وبعد ان حصل الدمار في غزة والهجوم الجوي والبري على لبنان وخطة الكيان في احتلال الضفة والمضي نحو سوريا وارض اخرى من ارض العرب ، والاكثر غرابة اننا لم نلمس ولن نلمس من الكيان اي رغبة بالسلام ونحن نهرول نحو سلام مزعوم ونتوهم اننا اذا رضينا بحل الدواتين سيعم السلام ونسينا ان حل الدولتين هو تطبيع واستسلام وتجاهلنا حتى رفض الكيان لهذا الحل بل ورفضه لقبول السلام وان ما نقرره سيكون كقرار محكمة العدل الدولية الا اذا … اذا ماذا؟، اذا ما وقف العرب والمسلمين بوجه هذا الكيان فتتحدد مواقفهم لا كلماتهم وتخرج افعالهم لا اداناتهم ويتخلى كل واحد من ابناء امة محمد عن “قطريته” ليرفع شارة السلام الحقيقي بعد ان تطغي افعال الامتين العربية والاسلامية على تهديدات الكيان وبعد ان نكون امة، بل خير امة ،لا بالاستسلام ولكن بقوة الفعل وصدق النية والتوكل على الله ، والا فأننا ولله الحمد كما قال سبحانه وتعالى :
( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ . البقرة (249)) .
ان توقيت القمة في هذا الوقت اضافة الى انه جاء متأخرا جدا ، فانه توقيت يوحي الينا بانه نقطة الانطلاق مع سياسات ترامب كخطوة استباقية لرفض مشروع “صفقة القرن ” الذي كان ترامب قد اسس له في ولايته الاولى ، لأننا نعلم ان مصر والسعودية ودول اخرى لا تؤيد هذا المشروع وقد كررت مصر مرارا وتكرارا ان مصر لم تكون الوطن البديل للفلسطينيين ، او انتزاع جزء من ارضها لتنفيذ مشروع ترامب اذا ما كرر تبنيه في ولايته الثانية ، ولكن رغم كل هذا يبقى السؤال هو ذاته هل يوافق الكيان على تلك الشروط ؟، وهل الفلسطينيين يوافقون على حل الدولتين ؟ ، ولو افترضنا ان الفلسطينيين قد وافقوا وان الامم المتحدة بمجلسها قد اصدوا قرارا ملزما لحل الدولتين في ذات القرار وقف اطلاق فوري والانسحاب الى حدود ١٩٦٧ هل حقا سيوافق الكيان ؟
واذا صدر القرار ولم يوافق الكيان المحتل على تنفيذ فقراته ما هو الاجراء الذي سيتخذ العرب والمسلمين بعده ؟.
ربما سيجيش المسلمين والعرب الجيوش لإنقاذ قراراتهم ، او يقولوا “عملنا الي علينا ” واعتقد هو ذاك الحل الذي سيفضي اليه قرار العرب والمسلمين وسيترك الشعب الفلسطيني ليواجه الة التعذيب للكيان والتهجير والابادة وما علينا الا ان ننتظر اياما لجلوس ترامب على كرسيه ليرضينا بوقف الحرب او يغضبنا اذا غضبنا باستمرارها …! ، ولكن ماذا سيكون حال العرب والمسلمين بعد هذا ، هو هذا السؤال ؟!.
والله المستعان …
*كاتب وباحث عراقي