لأول مرة منذ بدء الحرب الروسية – الأوكرانية قبل اكثر من عام، تتنازل أوروبا عن كل أهدافها من الحرب التي مولتها بمليارات الدولارات ، فما ابعاد الخطوة وعلاقتها بصعود ترامب للسلطة في الولايات المتحدة؟
خاص – الخبر اليمني:
خلال الأشهر الأولى من الحرب الروسية على أوكرانيا، خرج المستشار الألماني متبجحا بدعم أوكرانيا حتى إعادة الروس إلى موسكو..
كان المستشار اولاف شولتس مفعما بالدعم الأمريكي والغربي اللامحدود لأوكرانيا، وكان يتوقع استمرار الدعم بسخاء كون الحرب الأوكرانية أمريكية بامتياز وتعزز أهدافها بتقلص نفوذ موسكو في القارة العجوز، لكن اليوم يبدو الوضع مختلف وقد قرر شولتس أخيرا مهاتفة الرئيس الروسي لأول مرة منذ بدء الحرب والحديث معه عن اتفاق في أوكرانيا وبما يبقي السلطة الموالية للغرب في كييف على ان تأخذ روسيا الذي تحدث زعيمها بقوة ما اصبح تحت يدها وهي مناطق واسعة ومهمة في خارطة الاقتصاد والجيوسياسي الغربي.
هذا التنازل يشير إلى أن القادة الغربيين يريدون الخروج من مستنقع الحرب في أوكرانيا باقل الخسائر ، فهم يدركون ان صعود ترامب سينقلب وبالا عليهم خصوصا بعد تصريحاته المثيرة للجدل حول سماحه لروسيا بمهاجمة الدول الغربية لعدم الدفع كفاية لبلاده لقاء حمايتها..
كانت رسالة ترامب المعهود بصراحته إشارة لأوروبا بأنه سيسقط الحماية الامريكية عنها، وقد فهم قادتها الرسالة جيدا وشرعوا باتخاذ الإجراءات التي من شانها اغلاق بوابة الابتزاز الأمريكي .. وبغض النظر عن العلاقات الأوروبية الامريكية التي توصف بالحميمية ، يثار التساؤل حول السعودية وهي التي ظل ترامب خلال فترة حكمه الماضية وصفها بالبقرة الحلوب في إشارة إلى نهب ثرواتها مقابل اشباع نزوات بن سلمان الطامح لحكم المملكة العجوز.
وفق ما يتم تداوله من تقرير فإن السعودية سبق لها وان أبلغت ترامب بعدم نيتها التصعيد في اليمن وإمكانية ابرام صفقة مع صنعاء، وهي بذلك ساقت مبررات كافية من ضمنها الصراعات بين القوى الموالية لها جنوب اليمن، وهي بذلك تكون قد وضعت اللبنات الأولى لمرحلة جديدة من العلاقة مع الإدارة الامريكية الجديدة ، لكن المهم هو مدى التغيير على مستوى المسار السياسي الذي كان على وشك الانتاء بتوقيع اتفاق مع صنعاء قبل أن تتدخل الإدارة الامريكية لإجهاضه بذريعة وقف العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي.