بعد شهرين من المواجهات الأعنف في تاريخ الاحتلال ولبنان، اعلن اليوم بدء تنفيذ اتفاق وقف الحرب رسميا ، لكن بغض النظر عن الهدف، تثار تساؤلات حول المكاسب والخسارة في المواجهة؟
خاص – الخبر اليمني:
في العام 2006، شهدت الطرفان مواجهات عسكرية انتهت بغضون 34 يوما فقط وتمكن الاحتلال حينها من تحقيق مكاسب ميدانية رغم الخسائر التي الحقتها المقاومة اللبنانية حينها بالياته العسكرية وعتاده الضخم مقارنة بأسلحة المقاومة المتوسطة والخفيفة.
لم تتجاوز المواجهات في ذلك العام الجيل ومرج بن عامر والكرمئل وبين الفينة والأخرى كانت قذائف المقاومة تصل الجولان.
رغم اعلان اتفاق برعاية اممية الا ان الاحتلال قرر سحب قواته حينها من القرى اللبنانية ما يعكس حجم الاضرار التي لحقت به.
اليوم وبعد نحو قرابة عقدين يتكرر السيناريو ذاته ، لكن دخلت المقاومة بأسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدى ودقيقة أيضا في حين حضرت الطائرات المسيرة كراصد ومفخخ.
مع أن وتيرة القصف والخطط الإسرائيلية التي اعدها الاحتلال خلال سنوات ما بعد 2006، كانت من اقذر الخطط واعنفها، ونجحت جزئيا باغتيال قيادات الحزب ، الا ان النتائج لم تصل إلى مستوى 10 % مما حققه الاحتلال في 2006 وهو ما يعكس حجم القدرات التي وصلت لها المقاومة، في حين لم تقتصر هجمات المقاومة على المستوطنات الحدودية بل وصلت وسط الاحتلال وتحديدا عاصمته تل ابيب التي ظلت مسرحا لهجمات ضمن معادلة “تل ابيب مقابل بيروت” إضافة إلى توسيع الهجمات الصاروخية اليومية إلى حيفا وعكا وصفد بعمق اكثر من 50 كيلو مترا من الحدود اللبنانية.
وخلافا لغارات العدوان وقصف الذي رمز بدرجة رئيسية على احداث اكبر قدر من الشهداء في صفوف المدنيين وتدمير احياء وقرى بكاملها، تميزت عمليات المقاومة أخلاقيا بتركيزها على قواعد ومواقع ومقرات استخباراتية ومصانع عسكرية ..
رغم ما تعرضت له المقاومة من خسارة في صفوف قادة الصف الأول، الا انها استطاعت الحفاظ على مسار عسكري لصالحها كان سببا في انصياع الاحتلال للسلم. أما على الجانب السياسي فالنصر لا يقل عن العمليات العسكرية، وبالنظر للأهداف التي حددها الاحتلال في بداية حربه على لبنان برا سواء بإعادة المستوطنين إلى الشمال او احتلال شمال الليطاني وصولا إلى العاصمة بيروت والقضاء على حزب الله ، فان أيا منها لم يتحقق اذ ان قوات الاحتلال لا تزال تتمركز في مستوطنات ما بعد الخط الأزرق في حين لا يزال حزب الله باعتي قوته ومقاومته لا تزال تتمركز في قرى الحدود اللبنانية.
قد يكون الاحتلال كسب من خلال المسودة الامريكية التي دفع بها أصلا انقاذ من هزيمة مدقعة وخروج من مأزق لبنان بماء الوجه، الا ان المكاسب بالنسبة لحزب الله اكبر بكثير مما يحاول الاحتلال تصويره فقد حصل على التفاف الشعب اللبناني بكافة طوائفه وتياراته السياسية وطبقاته الاجتماعية ولم يسجل تذمر اي لبنان باستثناء من جندهم الاحتلال تجاه الحزب بل كل الاحاديث تشيد بالمقاومة وتشد على ايديها..
إضافة إلى ذلك علم الحزب الاحتلال درسا لن ينساه في الحرب وقد لا يفكر مجددا بالعودة إلى لبنان اذا ما تم قراءات الحديث الامريكية عن تسهيل محادثات لترسيم حدود بين الطرفين معترف بها دوليا وهي خطوة لم يكن الاحتلال الذي يطمح لابتلاع لبنان يفكر فيها حتى.