أكدت منظمة “داون الديمقراطية الآن للعالم العربي” الأمريكية في تقرير حاد اللهجة أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على اليمن منذ عام محكوم عليه بالفشل تماماً كما فشلت الحملات السابقة التي قادتها السعودية والولايات المتحدة ضد صنعاء.
متابعات-الخبر اليمني:
وأوضح التقرير أن هذا العدوان يعكس استخفافاً فاضحاً بحياة المدنيين، مشيراً إلى أن الغارات الإسرائيلية لم تنجح في تدمير القدرات العسكرية لقوات صنعاء بل تسببت فقط بمجازر وأضرار جسيمة في صفوف المدنيين والبنية التحتية.
وأفاد تقرير المنظمة بأن الضربات الجوية المتكررة أدت إلى تدمير واسع في الممتلكات العامة والخاصة، وأسفرت عن مقتل المئات من الأبرياء، وسط صمت دولي مطبق، مشيراً إلى أن الميناء الرئيسي لليمن تعرّض لقصف متكرر أخرجه عن الخدمة، وتسبب بخسائر مالية ضخمة، فيما طال القصف مصانع ومحطات كهرباء ومطار صنعاء الدولي ومنشآت نفطية، ما أغرق العاصمة ومدناً أخرى في ظلام دامس وعطل عمل الموانئ والمصانع على امتداد عام كامل.
وأشار التقرير إلى اغتيال اثني عشر مسؤولاً حكومياً بينهم رئيس الحكومة أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء، كما وثّق حادثة مروعة في العاشر من سبتمبر، حين استهدفت غارات صهيونية مركزاً إعلامياً في صنعاء، ما أدى إلى مقتل اثنين وثلاثين إعلامياً وإصابة أكثر من مئة مدني آخرين.
وبيّنت المنظمة أن هدف العدوان هو إنهاك السكان في المحافظات الشمالية بالأزمات الاقتصادية والمعيشية، من نقص الوقود إلى تفاقم النزوح وفقدان مصادر الدخل، وهو سيناريو مشابه لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد التقرير أن الأهداف العسكرية للعدوان لم تتحقق، وأن قوات صنعاء ما تزال متماسكة وقادرة على مواصلة عملياتها الهجومية والدفاعية، موضحاً أن البنية التحتية العسكرية لليمن، بما في ذلك منظومات الصواريخ والطائرات المسيّرة وقدرات الرصد والاستخبارات، لم تُصب بالشلل كما كان يتوقع العدو.
وأشار إلى أن قوات صنعاء تواصل إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ بشكل شبه يومي، ما يدل على فشل الطيران الصهيوني في تحقيق أي تفوق ميداني، مؤكداً أن القوات اليمنية تزداد قوة وصلابة رغم استمرار القصف.
ولفت التقرير إلى أن تجربة العدوان الأمريكي البريطاني السابق على اليمن أثبتت فشل الرهان على القوة الجوية، موضحاً أن وساطة عُمانية نجحت حينها في إنهاء عدوان استمر عاماً كاملاً بين يناير 2024 ويناير 2025، شنّ خلاله التحالف أكثر من تسعمئة غارة أسفرت عن استشهاد 106 أشخاص وإصابة 314 آخرين.
واختتمت “داون” تقريرها بالتأكيد على أن صنعاء، باعتبارها القلب الجيوسياسي لليمن، كانت الأكثر استهدافاً خلال العدوان الصهيوني، إلا أن المدنيين ظلوا يدفعون الثمن الأكبر، فيما بقيت القدرات العسكرية لقوات صنعاء متماسكة وأكثر قدرة على الرد والردع.