أخيرا،، وبعد عامين من الجنون ، تكاد الحرب على غزة تضع اوزارها، لكن ونظرا للمدة المطولة التي شهدها القطاع ولأول مرة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، يبقي السؤل من الرابح في الحرب ؟
خاص – الخبر اليمني:
على مدى عامين، نفذ الاحتلال بدعم غربي – امريكي لا محدود اقذر حربه بحق اكثر من مليوني فلسطين في القطاع، ولـ24 شهرا ارتكب الالاف المجازر الجماعية بلغت حصيلتها، وفق تقارير رسمية، 76 الف شهيدا ومفقودا، واكثر من 1170 الف جريح إضافة إلى تدمير لنحو 90% من القطاع وتسوية مبانيه العامة والخاصة بالأرض.
كان الهدف الإسرائيلي المعلن استعادة الاسرى بالقوة ، تهجير سكان القطاع واحتلاله إضافة إلى محو المقاومة من الخارطة الفلسطينية وانهاء مستقبل الدولة الفلسطينية ، وقد منحه غياب العدالة الدولية والدعم الغربي – الأمريكي طموح بضم الضفة وتهويد القدس وضم أجزاء من دول عربية وخليجية أخرى وقد طرق أبوابها عسكريا بالفعل.
اليوم وبعد كل ما جرى ، تتجلى حقائق واضحة على الأرض وبشهادة الاحتلال ذاته. في تعليق لصحفي إسرائيلي على القناة الثانية عشر العبرية على الاتفاق قال بالحرف الواحد قتلت إسرائيل 300 قيادي في المقاومة ، لكنه بالمقابل تستعد لإطلاق سراح 250 وهو بذلك يشير إلى اشرس القيادات المحكومة بالمؤبد والمحتجزة بالسجون الإسرائيلية منذ سنوات ويرفض الاحتلال اطلاق سراحهم تحت اية ظروف.
وابرز أولئك مرون البرغوثي القيادي في فتح وقد طرحته المقاومة في غزة على راس قائمة الاسرى ، ويعارض الاحتلال بشدة ذلك.
هذا يعني ان الاحتلال الذي كان يطمح لإنهاء المقاومة فشل بشكل ذريع ويستعد لمواجهة الاسواء، فالسينوار الذي قاد وفان الأقصى كان نزيلا في السجون الإسرائيلية قبل اطلاق سراحه ، والت250 المتوقع اطلاق سراحهم في الصفقة كل واحد فيهم مشروع سينوار اخر.
المقاومة اذا بخير وتستعد لإعادة تذخير القيادة بدماء جديدة على طريق التحرير، وقد سقط اهم هدف لنتنياهو وجيشه ، اما بالنسبة لاتفاق الاسرى فقد طرحته المقاومة في غزة عدة مرات واشترطت اطلاق الاسرى الفلسطينيين لقاء الأسرى الصهاينة وها قد تحقق هدفها ..
ما يتعلق بالدولة، فقد كانت فلسطين ممزقة قبل طوفان الأقصى ويديرها الاحتلال بضفتيها مع حصار القطاع، والان وبعد عامين ستعود ملامح فلسطين كاملة بدولة ولو لا تزال منتقصة بالعالم بمن فيهم الغرب لم يكن ليمنح الفلسطينيين دولة وقد تعدت 70 عاما على ارسائه الاحتلال لجديد لولا مشاهدته بسالة وصمود الشعب الفلسطيني سواء في الضفة او غزة، وها هو اليوم يتداعى تباعا للاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس رحمة بالفلسطينين بل لإنقاذ الاحتلال ذاته وقد انهارت كافة قدراته عسكريا وسياسيا واخلاقيا واصبح محاصر ما يستدعي منعه حدود جغرافية معترفة دوليا لحمايته .
مع ان التكلفة باهظة جدا وهذه فاتورة التحرر من الاحتلال البغيض دفعته كل البلدان حول العالم، الا انها حققت للفلسطينين ماكان ليحدث ولو بعد قرون ، اما التضحيات ففلسطين تدفعها يوميا حتى في أوقات السلم.