بدأ المواطنون الفلسطينيون، ظهر اليوم الجمعة، العودة من جنوب قطاع غزة إلى أحيائهم السكنية شمال القطاع، وخصوصًا في مدينة غزة، عبر شارع الرشيد الساحلي (البحر) غرب المدينة، في ظل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل تدريجي من مناطق القطاع، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
متابعات ـ الخبر اليمني:
وشملت العودة النازحين الذين لجأوا إلى الجنوب خلال العدوان، إضافة إلى السكان الذين بقوا داخل أحياء المدينة طوال فترة الحرب. وقد شهدت الطرق المؤدية إلى الشمال حركة كثيفة للمركبات والعائلات التي سارت على الأقدام باتجاه منازلها، وسط مشاعر متباينة بين الفرح بالعودة والصدمة من حجم الدمار.
وأظهرت المشاهد الميدانية أن الانسحاب الإسرائيلي من الشوارع الرئيسة كشف عن دمار واسع في أحياء مدينة غزة، لاسيما في شارع الجلاء، وشارع الصفطاوي، وشارع النصر، وأول شارع النفق، حيث سُوّيت عشرات المنازل بالأرض، وتعرضت الممتلكات العامة والخاصة لتخريب شامل.
وأفاد عدد من السكان العائدين بأنهم وجدوا أحياءهم مدمرة بالكامل، فيما بدأت العائلات بتفقد منازلها ومحالها التجارية لتقييم حجم الخسائر والبحث عمّا تبقى من ممتلكاتهم.
وفي سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق إن عودة جموع النازحين إلى بيوتهم في مدينة غزة رغم الدمار وانعدام مقومات الحياة، تمثل “دليلًا على فشل كل مخططات التهجير بالقصف والتدمير والتجويع والإرهاب”.
وأضاف الرشق أن عودة سكان غزة والشمال رسالة واضحة للاحتلال وداعميه، وتؤكد سقوط مشروع إخلاء المدينة أو إقامة مستوطنات إسرائيلية مكانها. أن هذا المشهد “انتصارًا وإيذانًا بعودة كبرى لكل اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم وقراهم التي هُجروا منها”، مشددًا على أن غزة أرض لأهلها ولا مكان فيها للغزاة مهما بلغت التضحيات.
ويُقدّر أن مئات آلاف النازحين من وسط وجنوب القطاع بدأوا بالعودة منذ ساعات الصباح إلى مدينة غزة وشمالها، عبر طريق الرشيد الساحلي، بعد انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم جنوب المدينة، في أول يوم من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
