يعود تنظيم القاعدة لتصدر المشهد في اليمن من جديد، وتحديداً من بوابته الجنوبية التي طالما تحدثت أطراف إقليمية ودولية عن إنهائه فيها. فما أبعاد هجوم أبين؟
خاص – الخبر اليمني:
بصورة مفاجئة، تحدثت فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع جنوبي اليمن، عن هجوم وصفته بأنه “ضخم جداً” ونُفِّذَ لأول مرة منذ سنوات بسيارتين مفخختين وانتحاريين. هذه المشاهد لم تُشهد في أبين على مدى السنوات الأخيرة، حيث أعلنت فصائل الانتقالي القادمة من الضالع ويافع إحكام سيطرتها على المحافظة التي تُعد مسقط رأس خصومها، وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق هادي، والتي شكلت منعطفات هامة في تاريخ الجنوب خلال العقود الأخيرة.
الهجوم الذي تقول فصائل الانتقالي إنه استهدف معسكراً لها في المحفد لم يكن عشوائياً، فمن حيث التوقيت يبدو ذا أبعاد سياسية أكثر منه عملية إرهابية. لكن من يقف وراءه؟
يأتي هذا الهجوم في وقت يمر فيه المجلس الانتقالي، سلطة الأمر الواقع، بظروف صعبة تتعلق بمنظومة الخدمات التي كان يناور بها في وجه أنصاره، ما جعله في تصادم مباشر مع الشعب الغارق في الأزمات. هذا يحدث وسط ضغوط إقليمية ودولية على قياداته للتخلي عن نهب الموارد، وهو ما ترفضه تلك القيادات باعتبار الإيرادات حقاً ثابتاً لها لقاء انتصارها على خصومها جنوباً. هذه المعطيات تشير إلى أن المجلس قد يحاول تسويق ما حدث لتحقيق مكاسب سياسية، خصوصاً مع دخول الولايات المتحدة على خط أزمة الخدمات ومطالبة سفيرها في اليمن ستيفن فاجن الانتقالي بتسليم الموارد كشرط لإنقاذه في عدن، حيث تشتعل الشوارع مع تواصل انقطاع التيار لليوم الثالث.
ومع أن هذه الفرضية تبدو الأقرب للواقع، في ضوء محاولات الانتقالي إشهار سيف القاعدة في وجه واشنطن، إلا أن ثمة إشارات أخرى لا تستبعد وقوفاً أمريكياً وراء ما جرى. خصوصاً وأن العملية جاءت غداة إعلان المجلس الانتقالي ترتيب زيارة لروسيا، كردٍّ على رفض السفير الأمريكي في اتصاله الأخير مع الزبيدي دفع حكومة عدن لإعادة تمويل كهرباء المحافظة الخاضعة لسيطرة المجلس ومطالبته الصريحة بالموارد. وقد تكون العملية في أبين، وفق ما يرى خبراء، رسالة للانتقالي بقدرة واشنطن على إسقاط معاقله بفوضى الإرهاب مجدداً، وهي التي أدارت العالم بورقته، لكنها لا تخلوا من امكانية استخدام المجلس الموالي للإمارات بورقة الارهاب في وجه امريكا ذاتها.