خلافات العرب تُربك الإدارة الأمريكية وتضع سلام غزة على المحك

اخترنا لك

عادت الإدارة الأمريكية، الأحد، لتبث رسائل متناقضة بشأن غزة، وسط تسريبات عن صراعات عربية – إسلامية في الكواليس، ما قد ينسف ما تحقق من إنجازات سلام. فما أبرز ملامح المشهد؟

خاص – الخبر اليمني:

عقب لقاء جمعه بأمير قطر بلحظات، عاود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مهاجمة حماس، وأمهلها 48 ساعة لتسليم ما تبقى من جثامين الأسرى الصهاينة، رغم اعترافه بصعوبة ذلك، وهدد بتحريك ملف السلاح، وألمح لانسحابه من وعود قطعها بشأن التعامل مع الجميع بعدل.

لم يتضح كواليس نقاش ترامب والأمير القطري الذي عُقد على عجل على متن طائرة القوات الجوية الأمريكية في قاعدة العديد. لكن التصريحات تأتي في إطار حملة تصعيدية تقودها الإدارة الأمريكية، برزت بالتغييرات التي طرأت في تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو من تل أبيب، وحدد خلالها ملامح المرحلة المقبلة، وأبرزها فيما يتعلق بسلاح المقاومة، الذي ظل ترامب يتحاشاها مع استبعادها من خطته، إضافةً إلى الانقلاب على الوسطاء الضامنين للاتفاق، وأبرزهم قطر وتركيا. وقد أكد الوزير الأمريكي استحالة مشاركتهما في ما يسميها قوات دولية في غزة، باعتبارهما يثيران حفيظة الاحتلال، بينما حاول ترامب طمأنة أمير قطر بالحديث عن أن بلاده ستنشر قوات حفظ سلام متى ما اقتضت الضرورة.

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن قوات حفظ السلام المزعومة قد تم تشكيلها بالفعل، وهي تضم دولًا غربية إضافةً إلى دولتي الإمارات والأردن، وهما من الحلفاء للاحتلال. ولم يتبقَّ سوى إضفاء شرعية دولية بانتظار قرار مجلس الأمن، حيث يعمل فريق أمريكي لتحقيق ذلك، وفق تأكيد روبيو.

هذه التقلبات الأمريكية لا تعكس رغبة أمريكية بالتفرد بكعكة غزة وحدها، فهي تحتاج لمن يموِّل ولو بدور هامشي. لكنها، وفق ما تضمنته التسريبات، ناتجة عن خلافات داخل الدول العربية والإسلامية، وفق لما تنشره وسائل إعلام عبرية؛ فمصر اعترضت على وجود قوات تركية كحال الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى لاستبعادها. والسعودية اعترضت على تمكين قطر، ما دفع الاحتلال لإزاحتها، وتدفع برؤية مناقضة للمصرية بشأن إدارة القطاع وتأمينه. ترى مصر  تشكيل إدارة مستقلة من الكفاءات وتتجاهل سلاح المقاومة، وهو ما رحَّبت به المقاومة، بينما تتمسك السعودية بفرض شرط تفكيك المقاومة وتسليم الإدارة لسلطة عباس، بغية إبقاء الفجوة عميقةً في علاقات القوى الفلسطينية.

هذه المواقف المتضاربة، رغم أن جميع تلك الدول العربية والإسلامية تشارك في لجنة ما تعرف بـ”لجنة الاتصال من أجل غزة”، عززت موقف الاحتلال الذي يحاول الرقص على المتناقضات لتحقيق أجندته الخاصة بالقطاع، وحتى في إثارة خلافات بين الدول العربية والضامنة نفسها. بينما تبدو الولايات المتحدة، التي تسعى لإرضاء كافة الأطراف الحليفة لها، مشوشة بشأن ما سيجري خلال المرحلة الثانية، وتدفعها لتصريحات متضاربة ترضي الجموح السعودي تارةً، وتبقى على خيط رفيع مع قطر، مع أنها أوكلت المهمة برمتها للكيان لإعادة التقاط أنفاسه وترتيب جولة أخرى من الحرب بطريقة مختلفة، قد تحظى هذه المرة بدعم الأطراف العربية وتجعلها محل صراع بالوكالة على أرض القطاع.

 

 

أحدث العناوين

ناشطون ينشرون فيديو يظهر اعتداء عناصر الانتقالي على سائق مصري وإجباره على دفع إتاوة في أبين

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر عناصر من الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهم يعتدون...

مقالات ذات صلة