بدأت الولايات المتحدة، الأربعاء، محاولة جديدة للعودة إلى استخدام الممرات البحرية المحيطة باليمن، بغطاء جديد هذه المرة. يأتي ذلك في أعقاب إخراجها من المنطقة بإذلال غير مسبوق في تاريخها.
خاص – الخبر اليمني:
دفعت القيادة المركزية للقوات الأمريكية، والتي تتخذ من البحرين مقراً لها، بثلاث فرق مشتركة دولية للمشاركة بتدريبات في المياه القريبة من اليمن، وتحديداً خليج عدن وباب المندب.
وتتركز التدريبات حول تفعيل المراقبة بأدوات غير مأهولة وتنسيق العمليات لمكافحة ما وصفته القوات المشتركة بـ “الأعمال غير المشروعة” كالقرصنة.
وتحمل التدريبات التي تنفذها قوات العمليات المشتركة (150 و 151 و 153) شعار “ماريه ليبروم” (Mare Liberum).
و”ماريه ليبروم” (البحر الحر) هو مشروع أساس اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، أنشأه القاضي الهولندي في القرن السابع عشر ويدعى هوغو غروتيوس، ويحدد المياه في البحار والمحيطات حقاً لكل الدول، مع إبقاء مسافة ما بين 3 إلى 5 أميال بحرية كمنطقة خاصة بالدولة المشاطئة.
ومع أن اليمن لم ينضم للاتفاقية أصلاً، إلا أن قرار أمريكا العودة إلى الاتفاقية هذه دليل آخر على محاولتها استغلال الاتفاقيات الدولية كغطاء لتأمين مرورها بعد عقود من سيطرتها على أعالي البحار، ويكشف قناعة أمريكية باستحالة استعادة نفوذها البحري في أهم ممرات المنطقة عسكرياً.
وتُعد هذه التحركات الأولى منذ تشكيل ما تُعرف بـ “القوات المشتركة” قبل عدة سنوات، وتوقيتها يشير إلى أنها محاولة ايضا لطمأنة السفن بالعودة للإبحار في المنطقة، في ظل استمرار المخاوف من عودة العمليات اليمنية المساندة لغزة، خصوصاً مع إنهاء الولايات المتحدة وجودها العسكري في تلك الممرات الهامة، وشكوى الاحتلال المتصاعدة من فشل تعافي الملاحة إلى موانئه رغم وقف الحرب.


