يومٌ في جحيم المحافظات الجنوبية.. صورةُ المأساةِ التي صنعها “التحالف” و”حكومة العليمي”

اخترنا لك

تعيش المحافظات الجنوبية واحدةً من أحلك فتراتها التاريخية وسط تدهور شامل في الأوضاع المعيشية والخدمية، وتفشٍّ خطير للأوبئة، وانهيار شبه تام في المؤسسات الصحية في وقتٍ تغرق فيه حكومة العليمي في صراعات النفوذ والفساد بدلاً من مواجهة الانهيار الذي يلتهم حياة الناس. فالصورة العامة هناك تبدو مأساوية بكل المقاييس حيث تتقاطع الفوضى الأمنية مع الانهيار الاقتصادي ليجد المواطن نفسه محاصَراً بين الغلاء والمرض وانقطاع الخدمات الأساسية.

خاص – الخبر اليمني:

اليوم وفي تعز، تبرز مأساة صحية متفاقمة مع تفشي مرض الحصبة على نطاق واسع، في ظل انهيار المنظومة الطبية وغياب اللقاحات وتوقف حملات التطعيم منذ سنوات، الأطفال هم الضحايا الأبرز إذ تحوّلت القرى والأحياء الفقيرة إلى بؤر للوباء دون أي تدخل فعلي من الجهات الصحية التابعة لحكومة العليمي، التي تكتفي بالتصريحات دون أي إجراءات ميدانية، أما المستشفيات فتفتقر للأدوية والمستلزمات، والكوادر الطبية تعاني من انقطاع الرواتب، فيما يواجه الأهالي المرض بإمكاناتهم البسيطة في ظل غياب تام للدولة والمنظمات.

أما عدن، “العاصمة المؤقتة لحكومة العليمي” فتشهد المدينة انفجاراً معيشياً غير مسبوق، الأسعار ترتفع بوتيرة يومية، والخدمات تتراجع، والاحتقان الشعبي بلغ ذروته، المواد الغذائية والاستهلاكية تضاعفت أسعارها، والمطاعم والأدوية شهدت زيادات كبيرة تجاوزت خمسة وعشرين في المئة، فيما يغيب أي دور رقابي أو حكومي.

اليوم في عدن، يتحدث المواطنون اليوم عن حالة فساد منظم ونهب ممنهج للإيرادات العامة حيث تذهب عائدات الموانئ والمنشآت إلى جيوب قيادات متنفذة داخل منظومة العليمي والتحالف بينما يرزح السكان تحت أعباء الغلاء وانقطاع الكهرباء والمياه.

اليوم، في شبوة ولحج تتخذ المعاناة طابعاً مختلفاً لكنها لا تقل قسوة، فالجبايات المفروضة على المواطنين والتجار تحولت إلى وسيلة ابتزاز يومية تمارسها الفصائل التابعة للتحالف وهو وضع فجر موجات احتجاج وغضب في أكثر من منطقة. الكهرباء تكاد تكون معدومة، والخدمات في حالة انهيار كامل.

في لحج اليوم تصاعدت الاشتباكات بين فصائل موالية للإمارات وأخرى للسعودية في منطقة رأس العارة على خلفية الصراع على عائدات التهريب والجمارك غير القانونية، ما كشف عن عمق الانقسام بين أدوات التحالف داخل الجنوب. هذه المواجهات المتكررة تحوّل حياة المدنيين إلى رعب دائم، وتدفع بمزيد من الأسر إلى النزوح، وهي مشاهد باتت مألوفة في محافظات الجنوب، حيث غابت سلطة الدولة وحلّ محلها تجار السلاح وباعة الدم.

وفي أبين والمهرة تتكرر الصورة ذاتها إذ تتفشى الجبايات غير القانونية، وتنعدم الكهرباء، وتتراجع الخدمات العامة إلى مستويات كارثية، الفوضى الأمنية تتوسع، والسلطات المحلية تبدو عاجزة عن ضبط الأمور أو تقديم أبسط مقومات الحياة أما المواطنون في المحافظتين فيشكون ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، واستمرار الانقطاع الكهربائي الذي يشلّ حياتهم اليومية ويزيد معاناتهم.

في المحصلة، تبدو المحافظات الجنوبية اليوم على حافة الانهيار الكامل، لا أمن ولا استقرار ولا خدمات، بل فوضى اقتصادية وصحية وإدارية شاملة فحكومة رشاد العليمي، التي وُضعت لتكون واجهة للتحالف، فشلت في إدارة أبسط الملفات، تاركةً المواطنين يواجهون مصيرهم وسط غياب كامل للمؤسسات الرسمية وغياب أي أفق للحل أو بوادر للإنقاذ.

أحدث العناوين

Patients in Gaza face agonizing waits, and hospitals are overwhelmed by the surge in cases

Fourteen-year-old Mohammed Wael Helles has been waiting for surgery for nearly two months after suffering a severe spinal injury...

مقالات ذات صلة