هاجمت صحيفة “الرياض” السعودية، الخميس، المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا على خلفية تمدده في المحافظات الشرقية اليمنية، متهمة الانتقالي بالسعي بفرض معادلات خارج المسار المتفق عليه في اليمن، والمدعوم من الرياض.
متابعات خاصة-“الخبر اليمني”:
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها “تُشكّل التطورات في محافظة حضرموت مؤشّراً حسّاساً لطبيعة التوازنات القائمة، فالمتابع يلحظ بأنّ الخطوات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي هناك فتحت باباً واسعاً للنقاش حول مفهوم الشرعية وحدود الأُطر الانتقالية، وحول ما إذا كانت بعض القوى اليمينة تسعى لفرض معادلات خارج المسار المتفق عليه، كما أن الانتهاكات التي رافقت هذه التحركات -من اعتقالات واختفاءات قسرية ونهْب وقيود على المدنيين تفاقم تعقيد المشكلة؛ إذ إنها تمسّ مباشرة الأمن المجتمعي؛ وهذا ما لا يتمنّاه أحدٌ لهذا البلد”.
وألمحت الصحيفة إلى أن الانتقالي لا يمكن اعتباره الممثل الوحيد للقضية الجنوبية، وأن حل القضية الجنوبية يتطلب إجماع أوسع.
ونشرت الصحيفة مادة موسعة في ملف عددها عن الأحداث في حضرموت، مشيرة إلى أن السعودية توجها تحديا مزدوجا يتمثل من جهة في ضرورة منع أي طرف من استخدام السلاح لفرض رؤيته السياسية، ومن جهة أخرى في ضرورة الحفاظ على مكتسبات الحوار الوطني وفكرة الشراكة بين المكونات المختلفة داخل الإطار الشرعي”، حد تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن “المملكة تدرك أن حضرموت ليست مجرد محافظة من محافظات اليمن بل هي مساحة جغرافية واسعة قادرة على التأثير في معادلات القوة داخل البلاد، وهي أيضاً مركز اقتصادي وثقافي واجتماعي مهم، ولذلك فإن السماح لأي طرف بفرض سيطرته عليها خارج إطار الشرعية سيؤدي إلى إحداث خلل كبير في التوازن الداخلي وفي مسار العملية السياسية، وسيفتح الباب أمام نزاعات جديدة بين القوى اليمنية، الأمر الذي ينعكس على الأمن الإقليمي بأكمله”.
وبحسب الصحيفة فإن” رؤية المملكة تهدف إلى إنهاء التصعيد في حضرموت، ومنع انتقاله إلى مناطق أخرى، وإلى فتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل السياسي الذي يعالج جذور الأزمة اليمنية ويعيد للدولة سلطتها ومكانتها، ويضمن للجنوبيين حقوقهم العادلة ضمن إطار وطني جامع، ويمنع أي محاولة لفرض واقع بالقوة أو لجر اليمن إلى صراع جديد في لحظة يحتاج فيها اليمنيون أكثر من أي وقت مضى إلى الاستقرار والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل”.


