استشهد عشرون شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من خمسمئة وثلاثين آخرين جراء زلزال قوي بلغت شدته ست درجات وثلاثة أعشار الدرجة ضرب شمال أفغانستان ليل الأحد على الاثنين في تكرار لمآسٍ زلزالية مروعة لم تمضِ سوى أسابيع على آخرها الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شهيد.
متابعات-الخبر اليمني:
وقع الزلزال على عمق ثمانية وعشرين كيلومتراً في بلدة خُلم بولاية سمنغان قرب مدينة مزار شريف وفق الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي فيما أكدت وزارة الصحة الأفغانية أن معظم الشهداء من ولايتي بلخ وسمنغان وأن عدداً من الجرحى في حالة حرجة.
الهزة تسببت بأضرار بالغة في المسجد الأزرق التاريخي بمزار شريف الذي يعود للقرن الخامس عشر وتناثرت أجزاء من مئذنته بينما أعلنت السلطات بدء تقييم الأضرار وإرسال فرق للمساعدة وأفاد نائب المتحدث باسم طالبان أن منازل كثيرة دُمّرت وخسائر مادية جسيمة سُجلت مع توجيه أوامر بتوزيع مساعدات عاجلة على المتضررين.
وفي قرية تاشقرغان شارك السكان في إزالة الأنقاض بأنفسهم وسط ضعف الإمكانات فيما أعادت وزارة الدفاع فتح الطريق الرئيس بين مزار شريف وخلم بعد انهيارات أرضية سببتها الهزات ولا تزال مناطق واسعة تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بعد تضرر خطوط الإمداد القادمة من أوزبكستان.
وشعر السكان بالزلزال في العاصمة كابول وعدة ولايات أخرى إذ هرع كثيرون إلى الشوارع خشية الهزات الارتدادية وتفاقم هذه الكارثة معاناة الأفغان الذين لم يتعافوا بعد من زلزال هرات في تشرين الأول من العام الماضي الذي أودى بحياة أكثر من ألف وخمسمئة شهيد.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من مئتين وعشرين ألف شخص باتوا في حاجة ماسة إلى المساعدة مقدّراً حجم التمويل المطلوب للاستجابة الطارئة بنحو مئة وأحد عشر مليون دولار.
كما حذرت منظمة إنقاذ الأطفال من تعرض آلاف الأطفال في المناطق المنكوبة لظروف قاسية في خيام لا تقيهم المطر والبرد وسط ضعف البنى التحتية وصعوبة وصول فرق الإغاثة إلى القرى الجبلية المعزولة.
وتقع أفغانستان على تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية ما يجعلها عرضة لهزات أرضية متكررة كان آخرها سلسلة الزلازل العنيفة في الشمال والغرب التي صنفت من بين الأكثر دماراً في تاريخ البلاد الحديث.
