(دراسة )من هدم بيوت أزواج النبي بمكة والمدينة إلى هدم الأضرحة والقباب في اليمن.. لماذا تدمير الآثار الإسلامية؟واحصائية خاصة بالمواقع المدمرة في اليمن خلال عامين

الخبر اليمني|زكريا الشرعبي:

ما من مكان تحل فيه التنظيمات الإرهابية إلا وتنقض فيه على كل جميل وتنسف فيه كل المعالم التاريخية والحضارية لتؤسس وجودها على أنقاض شواهد التاريخ.

منذ الأيام الأولى لحرب التحالف في اليمن وبالتوزاي مع الغارات الجبانة التي استهدفت المعالم التاريخية تنسف  الجماعات الإرهابية بمعاولها المعالم التي لم تجد الطائرات مبررا لقصفها كونها خارج سيطرة الجيش واللجان الشعبية وواقعة تحت سيطرة التحالف.

وانطلاقا من الحقد على حضارة اليمن وتأريخه الفريد الذي تفتقر إليه دول التحالف انطلقت الجماعات الإجرامية إلى نسف المساجد والأَضرحة العائد تأريخها لمئات السنين، ففجرت مع دخولها إلى عدن منتصف 2015م مسجد الإمام الحسيني وكنيسة حافون وضريح الإمام محمد بن علوي الشاطر وكنيسة البارودي.

ومع امتدادها إلى حضرموت باشرت وجودها بتفجير قبة الشيخ يعقوب وقبة الشيخ مزاحم أحمد الجابر وقبة الحبيب حمد بن صالح وكذلك مدينة شبام حضرموت التاريخية ومجموعة قباب غيل باوزير وقبة ومرقد الشيخ سعيد القطيش ومعالم أثرية أخرى .

وفي محافظة تعز فجرت هذه الجماعات قبة الشيخ عبدالهادي السودي وقبة وضريح الشيخ المعيني ومؤخرا ضريح الشيخ العلامة علي من أحمد الرميمة.

في شبوة وفي لحج وفي الضالع وفي كل الأماكن التي تتواجد فيها الجماعات الإجرامية، يتم تفجير الأضرحة والقباب والمساجد التاريخية  بناءً على أفكار تكفيرية مضللة تجاهر بها هذه الجماعات وتستند إليها في اعتبار تدمير الأضرحة تطبيقا لـ “شرع الله”.

وتشير معلومات أوردتها الهيئة العامة للآثار اليمنية أن عدد المواقع التي تم تدميرها من خلال جماعتي داعش والقاعدة  تدميرا كاملا بلغ عددها عشرين موقعا ما بين مسجد وقبة وضريح وذلك غير عشرات المواقع التي تم الاعتداء عليها بشكل جزئي.(ملحق1)

أًصول وممارسات تدمير الآثار الإسلامية

لعل من المفارقة الكبيرة أن تظل منازل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومنازل آل بيته والآثار الإسلامية بل والآثار الأخرى التي يبلغ عمرها آلاف السنوات من بدء الإسلام إلى عام 1220ه  دون أن تمتد إليها يد أحد من المسلمين لا يد دولة ولا يد فرد، ثم يأتي بعد كل هذه الحقبة فكر يعتبر هدمها تطبيقا لشرع الله.

هكذا عملت الوهابية منذ أن تأسست في أرض نجد والحجاز حيث مارست الدور التخريبي العدائي لمقدسات المسلمين في المدينة المنورة وتطاولت على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور أصحابه وآل بيته  لتدمر كل جميل.

ففي عام 1220 – 1805 م دخل الوهابيون المدينة المنورة بعد حصار طال سنة ونصف وفور دخولهم هدموا بحسب ما يقول صاحب لمع الشهاب كل قبة كانت في البقيع بما في ذلك قبة الزهراء فاطمة بنت الرسول عليها السلام وقبة الحسن وقبة علي بن الحسين وقبة محمد الباقر وقبة جعفر الصادق عليهم السلام.

ومؤخرا نشرت صحيفة الاندبندنت في الثاني من سبتمبر 2016م مقترحات قدمت من قبل مشايخ الوهابية وتم تعميمها بين المشرفين على المسجد النبوي في المدينة المنورة، حيث يتواجد رفات النبي تحت القبة الخضراء، تتناول نقل جثمان النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكان مجهول.

وقد قال الدكتور عرفان علاوي، مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي معلقا على هذه وثيقة المقترحات هذه التي تتكون من 62صفحة  إنّ الخطة تدعو أيضًا لتدمير القبة الخضراء التي تغطي قبر النبي.

كذلك دمر الوهابيون مسجد بلال، في مكة المكرمة والبيوت العثمانية القديمة، وتشير معلومات مراكز الأبحاث والتوثيق التأريخي أن الوهابيين دمروا نحو 400 موقع تاريخي وثقافي، بما في ذلك المباني القليلة المتبقية والتي يعود عمرها لأكثر من ألف سنة، وبنوا على أنقاضها ما يسمى ببرج الساعة، ذلك المبنى الذي أصبح – بحسب زائر بريطاني-  يهمين على المشهد ويتطاول ببنيانه على الكعبة حتى إنها لتبدو إلى جانبه وجانب المباني التي تقف بجواره   كقزما ضئيلا .

ليس هذا فحسب بل نسف الكيان السعودي قبل سنوات  جبل الكعبة التاريخي بالكامل وكذلك حارات مكة القديمة التي قامت على بيوت آل بيت النبوة حيث تم هدم منزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبيوت الصحابة والأماكن الأثرية المقدسة والمثير للغرابة أكثر أنهم إذ هدموا منزل السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام أقاموا مكانها مرا

حيض لقضاء الحاجة

وفي السياق ذاته أشارت مجلة التايمز الأميركية في أحد أعدادها إلى  أن ٩٨ % من المواقع الدينية والأثرية تم تدميرها بالكامل في مكة منذ عام ١٩٨٥، منها تلك المتعلقة بآثار النبي محمد (ص) مثل بيته وبيوت آله.

أما آخر هذه المخططات فهي، تلك التي تم تسريبها عبر أحد شيوخ الوهابية المدعو عبدالعزيز الحربي أستاذ اللغة بجامعة أم القرى السعودية و رئيس مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية والذي اقترح نقل مقام النبی إبراهيم (ع)  من مكانه الحالي في الحرم المكي معللا  ذلك بأن وجود المقام في وسط صحن المطاف يسبب كثيرا من الزحام للطا

ئفين ونقلت صحيفة “مكة” عن البحری قوله : أنه لا يوجد أي نص شرعي لا يجيز نقل هذا المقام!!.

وبعيدا عن مكة والمدينة دمرت تنظيمي داعش والنصرة الإجراميين الآثار التاريخية في مدينتي تدمر السورية والموصل العراقية كما ونبشوا قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في ريف دمشق بسورية.

عقدة نقص  وأهداف أخرى..

بينما يعود تتجذر الحضارة اليمنية في قعر التاريخ ومثل ذلك حضارتي الشام والرافدين وفيما يختلف باحثو التاريخ في العالم عن  أي هذه الحضارات وجد أولا، يعيش النظام السعودي عقدة النقص إذ أن أقدم تأريخ يمكن أن ينتسب إليه هو تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل حوالي 250عام وهو أقل من عمر نافذة يمنية أما الدولة الأخيرة فلا يعود تأريخها إلى إلا ثلاثينيات القرن الماضي.ولكون هذا النظام قد تأسس في محيط ليس فيه إلا الصحراء والجمال فقد لجأ إلى لفت العالم إلى تراثه بإقامة الحفلات للإبل وتتويجها بتيجان ملكات الجمال وتخصيص عشرات القنوات الفضائية لمتابعة شؤونها غير أن ذلك لم يجديه شيئا، فانطلق إلى الانتقام من الحضارات الأخرى وهذا ما فعله الكيان الصهيوني بتدميره للمقدسات الإسلامية والعربية في فسلطين المحتلة وكذلك ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية بقيامها على أنقاض شعوب المايا والآنكا والأزتك.

فهدم القباب والأضرحة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى طمس معالم التعايش الفكري بين المذاهب وتغييب رموز وشيوخ العلم الديني.

جدول بأبرز أهم المساجد والأَضرحة التي تم تفجيرها من قبل الجماعات الإجرامية(ملحق رقم 1)