زبيد..تاريخ وحضارة.. علم وعلماء وثقافة

اخترنا لك

الخبر اليمني:

*جمع وتنسيق/عبدالله عامر:

سنتحدث عن مدينة زبيد وعندما نتحدث عن تلك المدينة التي هي من مدن اليمن فإننا نتحدث عن التاريخ عن الحضارة عن العلم والعلماء، فمدينة زبيــد مدينة تاريخية عريقة الحضارة

حالياً تقع ضمن محافظة الحديدة الساحلية

تاريخ مدينة زبيد:-

ذكر ابن المجاور في كتاب المستبصر التسمية : زبيد سميت باسم الوادي زبيد، لأنها في منتصفه، وأن ما يطلق عليه زبيد هو ما كان يسمى بمنطقة الحُصَيْبْ،

والحُصَيْبْ هو اسم لأرض زبيد بتهامة الغربية تقع في منتصف الوادي زبيد،والحُصَيْبْ بالتصغير نسبة إلى ” الحُصَيْبْ عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن غريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان “أحد أقيال اليمن، وسميت أرض الحُصَيْبْ باسم الوادي زبيد فغلب عليها اسم الوادي وأصبحت تدعى زبيد نسبة إلى الوادي زبيد.

 

وادي زبيد…

ينسب الوادي المشهور باسمه الذي يمتد من بطن الهضبة الوسطى لجبال اليمن وروافده من جبال محافظة إب وذمار ويريم والعدين وجبال وصاب الجنوبية

وينحدر إلى سهل تهامة الغربية حيث يأخذ مساحة (50 كم)من سفح الجبل إلى الفازه ميناء زبيد الطبيعي بساحل البحر الأحمر ,ومساحته بالمعادات مائه وستون ألف معاد تقريبا ويرتفع وادي زبيد عن مستوى البحر الأحمر ب(250 م) على شبه مدرجات ترابيه

 

كما لابد من الذكر ان زبيد:-

هو زبيد الأصغر بن ربيعه بن سلمه بن سعد بن زبيد الأكبر بن مازن بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج، واسمه مالك بن عمرو بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

موقع مدينة زبيد:-

فلكياً:-

تقع مدينة زبيد على خط طول 43 درجة شرقاً وخط العرض 14 درجة شمالا

جغرافياً:-

وفي موقع متوسط من سهل تهامة الذي يحتل القسم الغربي من اليمن، ويمتد من عدن جنوباً حتى حدود المملكة العربية السعودية شمالاً،وتبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي “233 كم” باتجاه الجنوب الغربي، كما تبعد عن مدينة تعز بحوالي “161 كم” باتجاه الشمال الغربي.وتبعد عن مدينة الحديدة “95 كم”باتجاه الجنوب الشرقي، كما أن مدينة زبيد التاريخية تحتل موقعاً متوسطاً بين البحر الأحمر الواقع غرب المدينة، وسلسلة الجبال الواقعة إلى الشرق منها، حيث تبعد عن كل منهما مسافة “25 كم”.

ولذلك يصفها ابن بطوطة بأنها مدينة برية لا شطية،ويذكرها أبو الفداءبأنها”في مستوى من الأرض عن البحر أقل من يوم”، أي أنها “ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي “100 م” كما تقع بين واديين زراعيين مهمين هما:-

1- وادي زبيد جنوب المدينة.

2- وادي رماع شمالهانتيجة بحث الصور عن زبيد

مناخ مدينة زبيد:-

مناخها شديد الحرارة والرطوبة صيفا يميل إلى الاعتدال شتاء، وتقع ضمن حزام الرطوبة العالية والسطوع الشمسي المرتفع، وتبلغ معدل درجة الحرارة فيها 32-35

ومعدل الرطوبة العظمى 85.2% والصغرى 41.1% والأمطار قليلة ومتقطعة،ويبلغ معدل سقوطها 13.12 مم.

وصف المدينة:-

يحيط بالمدينة القديمة سور من الياجور شيد في القرن الثالث الهجري في عهد الأمير سلامة،ولقد جدد هذا السور وأضيفت إليه إضافات أخرى في عهد الدويلات التي تلت، حتى هدم في عهد الدولة العثمانية 1045هـ، ثم أسند بناؤه للقاضي الحسن بن عقيل الحازمي قاضى زبيد في عام 1222هـ.

وتوجد للمدينة خمسة أبواب هي :-

1- باب سهام في الشمال والشبارق في الشرق والقرتب في الجنوب والنخيل في الغرب وباب النصر في الجنوب الشرقي حيث القلعة المعروفة بدار الناصري الكبير والتي أنشئت في عهد الملك الناصر الرسولي على أنقاض قصور الزياديين والرسوليين في عام 828هـ.

وكان سور مدينة زبيد الخارجي يضم أربعة أبواب، كانت تمثل أربعة اتجاهات جغرافية، إلا أن هناك أسماء أبواب أخرى كانت قائمة على أسوار المدينة، وأغلب الظن أن سبب ذلك يرجع إلى تغيير كان قد حصل في أسماء تلك الأبواب، فقد أشارت المصادر إلى أن باب النخل الذى كان ينفذ إلى المغرب والذي سمي نسبة إلى نخل وادي زبيد، كان قديماً يسمى باب غلافقة نسبة إلى ميناء غلافقة الذي كان يقع على ساحل البحر الأحمر وهذه الأبواب هي:-

2- باب سهام:-

يقع شمال زبيد وقد سمي نسبة إلى وادي سهام الذي يقع إلى الشمال من المدينة ويبدو أنه كان الباب الرئيسي في المدينة فقد ذكر ابن الديبع أنه كان وجه المدينة وغرتها.

3- باب القُرتب:-

وهو الذي ينفذ من سور المدينة إلى وادي زبيد الذي يقع إلى الجنوب ثم إلى قرية القرتب وهي إحدى قرى وادي زبيد المشهورة.

4- باب الشبارق:-

يقع شرق المدينة وقد سمي باسم قرية الشبارق التي تقع إلى شرق زبيد، وهي إحدى قرى وادي زبيد المشهورة.

5- باب النخل:-

يقع غرب المدينة وقد سمي نسبة إلى نخل وادي زبيد، وكان قديماً يسمى باب غلافقة نسبة إلى ميناء غلافقة الذي كان يقع على ساحل البحر الأحمر. باب عدن، باب هشام: والراجح أن اسم هذا الباب الذي ورد عند المقدسي هو تحريف لباب سهام”.

 

نشأة مدينة زبيد:-

أورد الأستاذ المرحوم ” الحضرمي ” في كتابه المخطوط ” تهامة في التاريخ ” تقرير البعثة الأثرية الكندية ـ التي عملت في مدينة زبيد والمنطقة المحيطة بها برئاسة الدكتور ” أدوارد كيل ” خلال الفترة (82 – 1984 ميلادية) ـ وقد عثرت البعثة على وجود أدلة تؤيد ما ذهب إليه المؤرخون مثل ” ابن الديبع ”

عن مدينة زبيد بأنها كانت في الأصل عبارة عن عدد من القرى السكنية لقبيلة الأشاعرة، وقد ساعد وجود الوادي زبيد على وفرة المياه التي تعتبر من العوامل اللازمة لأي مجتمع سكاني قبل أن يقوم ” ابن زياد ” بتخطيط المدينة ذاتها بالقرب من جامع الأشاعرة في عام ((204 هجرية) – (819 ميلادية))

كما أن البعثة الكندية عثرت على مواقع أثرية متناثرة في أرجاء المدينة أهمها الموقع الأثري في الجهة الشمالية للمدينة يعرف بمنطقة القصر فيه بعض القطع الفخارية السوداء يعود تاريخها إلى ما قبل (القرن الثالث الهجري) أي قبل وصول ” ابن زياد ” وبعضها إلى العصر الحميري والبعض الأخر إلى العصر الحجري.

 

-زبيد قبل اختطاطها :-

كانت قرى متفرقة منها المنامة والنقير

تقعان غربي المدينة وكانتا مدينتين عظيمتين وجبيجر شرق المدينة وقيانوس وواسط بين الغرب والجنوب والقرتب بالجنوب الشرقي وجبل قو نس بالشمال الشرقي وكانت زبيد غيظه أي هيجه كثيرة الأشجار يرعون بها الرعاة مواشيهم ويسقون دوابهم من بئر قديم كان بجواره مسجد مرصوف بالحجارة سمى بالأشاعرة ولا تزال البئر موجودة إلى الآن كان ينزح منها الأشعريون…

 

تاريخ مدينة زبيد العلمي والثقافي :-

قد أنشئت في مدينة زبيد العديد من المساجد والمدارس الدينية والتي درس فيها بجانب علوم الفقه واللغة علوم الطب والفلك والزراعة والكيمياء والجبر والحساب والمساحة وغيرها من العلوم.

وقد كان لزبيد مدينة العلم والعلماء السبق العلمي من بين مدن اليمن، فقد نشأت فيها أول مدرسة في اليمن وكان ذلك في أواخر حكم الدولة الأيوبية 569- 626 هـ 1173-1229م.

وأيام الملك المعز إسماعيل ابن طغتكين بن أيوب حيث شرع ببناء أول مدرسة في زبيد عام “594 هـ-1197م وسميت بالمدرسة المعزية ثم انتشرت المدارس بشكل سريع أيام الدولة الرسولية “626-858 هــ 1229- 1454م.

وفي الجانب الثقافي فقد احتلت مدينة زبيد مركزاً ثقافياً عالي المستوى في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري بعد أفول أو تضاؤل أهمية المراكز الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي مثل بغداد ودمشق والقاهرة وأُحصيت المؤسسات الثقافية فيها في أواخر القرن الثامن الهجري فبلغت مائتين وبضعاً وثلاثين موضعاً على ما صرح به الخزرجي “ت812هـ” ومن بعده ابن الديبع الشيباني “944هـ” وهذا العدد يشير بجلاء إلى أهميتها من الناحية الفكرية في الحقبة التي تولى فيها الملك الأشر ف إسماعيل الغساني “803هـ” أمور الدولة الرسولية.

ويقول الباحث الزبيدي محمد بن محمد طه:- “لا يزال يوجد في زبيد اليوم –

أكثر من ستة وثمانين مسجداً ومدرسة علمية بكامل هيئاتها ومرافقها. وهي المدارس والمساجد التي شكلت مؤسسات زبيد التعليمية والعلمية عبر التاريخ الإسلامي.

وكانت مصدر تخريج العلماء و الأئمة وكبار الشعراء والأدباء على امتداد الساحة اليمنية والعالم الإسلامي. وذلك من خلال العديد من مصنَّفاتهم ومؤلفاتهم وكتبهم التي مثـَّلت أساسا مرجعياً للفكر العربي والإسلامي”.

مدينة العلماء :-

نظراً للمكانة العلمية الكبيرة التي حظيت بها زبيد فقد أصبحت مهوى أفئدة العلماء من كل حدب وصوب ومحط رحالهم الأمر الذى جعلها مرتبطة بالعديد من الأسماء الهامة في مختلف الجوانب العلمية ويعتبر معجم “تاج العروس” من جواهر القاموس للمرتضى الزبيدي إحدى النتاجات العلمية الخالدة التي أبدعتها زبيد فقد مثل هذا المعجم كما يقول الباحثون ذروة نتاج المعاجم اللغويّة.

وإذا ذكرت زبيد ذكر كذلك “القاموس المحيط” “لمجد الدين الفيروز آبادى” لأن زبيد احتضنت هذا العالم الجليل أكثر من عشرين سنة وعرفت له قدره فأعطته منصب القضاء الأكبر في المملكة اليمنية ومنحته لقب “قاضى الأقضية”، ومكنته من نشر العلم، وإقامة مؤسسات علمية، وكتابة مؤلفاته الكثيرة مثل “القاموس المحيط”، و”وبصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز”، و”تسيير فائحة الأناب في تفسير فاتحة الكتاب”، و”تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين”، و”الإسعاد بالإصعاد إلى درجة الاجتهاد”، وغير ذلك من الآثار الخوالد.نتيجة بحث الصور عن زبيد

الشهرة العلمية والازدهار الحضاري:-

ولشهرة مدينة زبيد العلمية وازدهارها الحضاري فقد كانت محطة هامة في أجندة الرحالة العرب والأجانب الذين زاروا اليمن في مختلف المراحل التاريخية وقد خرج هؤلاء الرحالة والمستشرقون كذلك بالكثير من الانطباعات المهمة عن زبيد فقد زار الرحالة المغربي ابن بطوطة بلاد اليمن وامتدت زيارته إلى مدينة زبيد فأعجب بها ووصفها وصفاً بليغاً أشاد فيه بشمائل أهلها وحسن خلقهم حيث قال:” “زبيد مدينة عظيمة باليمن.. وليس باليمن بعد صنعاء أكبر منها، ولا أغنى من أهلها، واسعة البساتين كثيرة والفواكه من الموز وغيره.. كثيرة العمارة بها النخل والبساتين والمياه، أملح بلاد اليمن وأجملها، ولأهلها لطافة الشمائل وحسن الأخلاق وجمال الصور”.

وقال عنها المستشرق البرتغالي لودفيكو فاريثما الذى قام برحلة حول العالم بين عامي “1503-1509″:” وزبيد مدينة ضخمة وممتازة للغاية، تقع بالقرب من البحر الأحمر إذ لا تبعد عنه أكثر من نصف يوم، كما أن موضعها يمتد امتداداً إزاء البحر الأحمر، ويتم تمويل زبيد عن طريق البحر الأحمر بكميات هائلة من السكر. وتوجد في مدينة زبيد فاكهة ممتازة

-تاريخ زبيد بعد الإسلام :-

عندما سمع اليمنيون بالبعثة النبوية وأول من لبى الدعوة قبيلة الأشاعرة في العام الثامن للهجرة برئاسة أبى موسى الأشعري وأخويه أبو برده وأبو رهم وجماعة من القبيلة :- فقال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم :- (جاءكم أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوباً ،الإيمان يمانِ والحكمة يمانية) ثم بعثه الرسول مع معاذ بن جبل) لنشر الإسلام، فقدم أبو موسى الأشعري زبــــيـــد ورفيقه عن طريق البحر فنزلا ميناء البقعة المسماة حالياً بالغازة، فاستقر أبو موسى الأشعري بزبيد، واتجه معاذ بن جبل إلى الجند، فنشر الدعوة بزبيد وبني مسجد الاشاعر ومسجده المشهور باسمه بالحمى على بعد أربعه كيلومترات شرقي المدينة ثم عاد إلى المدينة المنورة حيث بعثه الرسول إلى مآرب وظل فقهاء القبيلة ينشرون تعاليم الإسلام بزبيد وما إليها إلى عام 203 هـ.

زبيد في عهد الدول اليمنية:-

على أثر ثورة قامت بها قبيلتا الاشاعره وعك (عك هي قبيله يمنية) ضد الوالي العباسي بصنعاء بعث الخليفة المأمون بن هارون الرشيد  محمد عبد الله زياد وبرفقته زميله أحدهما من ذرية سليمان بن هشام بن عبد الملك وزيرا والثاني محمد بن عبد الله التغلبي قاضيا ومفتيا ومن ذرية التغلبي قضاة زبيد بني أبي عقامه وذلك في عام 203 هـ وذلك على اثر ثوره قامت لها قبيلتي الأشعر وعك ضد الوالي العباسي بصنعاء وفي عام 4 شعبان سنة204 هـ أختط المدينة عسكريا وفي سنة 205 هـ إتخذت عاصمه وعمد إلى ترغيب الرعاة في الاستيطان بإعفائهم الزكاة لمدة سنة واتخذ زبيد عاصمه للدولة.

مظاهر الحضارة في زبيد:-

من اهم المعالم والمظاهر الحضارية في مدينة زبيد الاتي:-

1- جامعة الاشاعر :-

جامع الأشاعر والذي يعتبر من العمائر الدينية المهمة في زبيد ويذكر ابن الأثير انه قد تم تأسيسه في عام 10هـ 631م في حين تشير مصادر أخرى إلى انه أسس سنة 8 هـ على يد جماعة من قبيلة الأشاعرة ومنهم أبو موسى الأشعري لذا نسبت تسميته إلى تلك القبيلة.

وقد مرت عمارة الجامع بمراحل عديدة إذ جرت عليه تجديدات خلال حكم الدولة الزيادية وفي عام 832 هـ 1428م

بناه الأمير سيف الدين برقوق الظاهري وفي عهد السلطان عامر بن عبد الوهاب هدم الجامع سنة 897 هـ 1491م وأعيد بناؤه من جديد حيث أولى السلطان عامر الناحية العلمية اهتماما كبيرا واهتم بعمارة المباني الدينية وكان التعليم في زمنه يتم فيها إذ كثير ما كان الطلبة يتجمعون بجامع الأشاعر لقراءة صحيح البخاري كما احتفل بختم القرآن فيه سنة 916 هـ 1510م.

ولقد امتازت زبيد العصر الإسلامي بالطابع الحضاري الإسلامي في شتى عصورها بالعلم ابتدا بابي موسى الاشعري إلى عام 204 هـ بدأت في النمو عندما قام محمد بن زياد وبرفقته محمد بن هارون التغلبي الذي تولى القضاء الإفتاء فانجب ذريه حذو حذوه في بناء الفكر الإسلامي، عرفوا لقبا ببني عقامه منهم العلامة الحسن بن محمد عقامه وأبو الفتوح علي بن محمد بن علي بن أبي عقامه التغلبي

وتعتبر المدرسة العاصميه في العهد النجاحي إحدى مدارس جامعة الاشاعر كان من مدرسيها محمد بن عبد الله بن أبي عقامه الحفائلي ومحمد عبد الله الابار ونصر الله الحضرمي ومن خريجيها عمارا بن زهيدان الحكمي اليمني، ومن ثم ازدهر الفكر الإسلامي في المذاهب الاربعه ومن اشتهر العلماء منهم عمر بن عاصم ومحمد بن دحمان الذين اشتهرت بهم المدرسة الدحمانيه والعاصميه في العهد الأيوبي والعلامة ابن حنكاش في المدرسة المنصورية والعلامة أبو الحسنبن عبد الله بن مبارك الزبيدي مؤلف تجريد صحيح البخاري الذي قال فبه العلامة المصري محمد بن محمد الجزري حين وصل زبيد سنة 728 هـ

2– الزراعة :-

اشتهرت زبيد بواديها الخصيب بالزراعة أن اهتم الفلاح الزبيدي بالزراعة بخبرته وتجاربه في الزراعة في مواسمها البيضاء والحمراء والدخن والسمسم والحور والرومي المسمى الهند والقطن والفاكهة كالموز والعنب والعمبا والرمان والليمون والتين… والخضر كالباميا والطماط والحبحب (المسمى دبا) والزهور كالورد والياسمين والفل والكاذي والنرجس والاهتمام النخيل وموسمه المسمى (سبوت النخيل)، حين ثمره تصل إليه الوفود الشعبية والرسمية للاصطياف والتجارة في مناطق النخيل وشجعته الدولة الرسولية… ومصيف أخر في الوادي يسمى مصيف العصيد بالودي بالشتاء بزراعة الذرة البيضاء (القيرع).

3- المواني :-

شهدت زبيد حركة تجارية إذ كان لها ميناءين طبيعيين كانا مصدراً كبيراً للتطور التجاري الأول : ميناء غليفقة، والثاني : ميناء الفازة إلى جانب ميناء المخاء والخوخة.. وغير أن ميناء الفازة أهتمت به الدولة الرسولية وخاصة الملك الناصر أحمد الرسولي الذي أستقبل الخبراء الصينين سنة 833 هـ وفي الفازة لتحسينه وظل مصدراً لمنتجات زبيد المصدرة البضائع المستوردة إلى عهد قريب. 6 ويعتبر ميناء الفازة طبيعياً وجميلاً صالحاً للاصطياف حيث كان ينزل فيه ملوك الدولة الرسولية للاستجمام فيه. وبجواره عين ماء حلو يغتسل فيه المستحم بعد أن يستحم في البحر لكي يزيل عنه ملوحة البحر… ويمتاز بالتربة الصالحة للزراعة… وساحله المضيف. 4-  التراث العمراني:-

(ا) المدارس الإسلامية :-

يوجد في مدينة زبيد حوالي (85 مدرسةً) علمية إسلامية كانت تضم كافة المدارس الفكرية والدينية التي تمثل المذاهب الإسلامية المختلفة

وتعتبر مدينة زبيد من أشهر المراكز الفكرية العالمية ليس في اليمن فحسب بل على مستوى العالم الإسلامي ولا تزال بعض تلك المدارس موجودة بمسمياتها الحقيقة، ولا تزال المكتبات الخاصة بزبيد تضم دوراً من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في مختلف العلوم، وعبر تاريخها الطويل أبرزت فطاحل العلماء أمثال شيخ الإسلام ” إسماعيل بن أبي بكر المقري ” الذي كان مفخرة عصره بعلمه وحجم مؤلفاته الشهيرة واهتمامات الجامعات الأوروبية بمؤلفات علماء زبيد في الطب والزراعة والرياضة والتي تنتسب كلمة جبر المعروفة إلى عالم من زبيد، فارتبطت زبيد بالمدارس الدينية والفكرية والعلمية وبرزت مجموعة من مشاهير علماء الدين والتفسير والحديث واللغة وأصبح لها قيمتها التاريخية كمزارات لهولاء الأئمة الأوائل ومن مزاراتها قبر الزبيدي أحد رواة الحديث المشهورين والفيروزبادي صاحب المحيط وأحد فقهاء اللغة العربية وآخرون غيرهم كثيرون ومن هنا اكتسبت أهميتها، ومن الأربطة التي ما زالت موجودة في المدينة ـ الرباط : يطلق على الأبنية التي يسكن فيها الطلاب وترتبط بالمساجد التي يتلقون فيها الدروس عن العلماء ـ، رباط يحيى بن عمر الأهدل، ورباط الجامع الكبير، ورباط الأشاعرة، ورباط البطاح، ورباط علي يوسف، ورباط المهادلة، ورباط الفرحانية، ورباط الخوازم، ورباط الدارة، ورباط الغصينية، ورباط ومسجد الوهابية، وهذه الأربطة وأمثالها من المقاصير التابعة بالمساجد كانت مشاعل للفكر الإسلامي، وهناك حقيقة تاريخية عن المدارس في زبيد فقد بلغت في عهد الملك الأشرف الثاني الرسولي سنة 791 هـ مائتين وستة وثلاثين مدرسة ومسجد. وأهم المساجد : جامع الأشاعر أسسه أبو موسى الأشعري والجامع الكبير.نتيجة بحث الصور عن زبيد

(ب) السور والأبواب :-

أول من سور المدينة زبيد الحسين بن سلامه في القرن الرابع الهجري فالامير سرور الفاتكي في منتصف القرن السادس الهجري على اثر غارات علي بن مهدي وحفرت الخنادق وفي سنة 589 هـ جدد عمارته الخليفة طغتكين بن أيوب وفي سنة 791 هـ جدد عمارته بناء السور الملك الاشرف إسماعيل الرسولي وحفر الخنادق وفي سنة 1222 هـ جدد عمارته حمود بن محمد الخيراتي. وللمدينة اربعة ابواب كما اسلفت الذكر

( ج )الدار الناصري الكبير:-

يعتبر هذا الدار من أهم المآثر في زبيد حيث كان بساحته قصور الزياديين والنجاحيين وقصر الاعز الصليحي وفي سنة 822 هـ عمر الملك النلصر احمد الرسولي الدار الكبير الذي عرف باسمه وهو ما يشمل باب النصر والسجن وثكناته العسكرية والباب وبداخله بستان القصر حيث امتد اليه عين ماء جاريهعمرت الاجور الجص فاهملت وتخربت العين عندما نضب الماء ويشمل القصر الآن الحكومة الحالي كما انه كان يوجد عدة بساتين مثل بستان الراحة وبستان برقوق وعدة قصور مثل قصر السلاح وقصر الملكهعلم ام الملك المنصور النجاحي بقرية المزيفريه

(د) قصر شحار :-

يقول ابن المجاور (ص78) في كتابة تاريخ المستفيد : بني شحار بن جعفر مولى محمد بن عبد الله بن زياد دارا في زبيد ذات طول وعرض بالآجر والجبس بناءً وثيقاً على مقاطع الطريق وكان من تولى زبيد سكنها وكان له باب عالي بالمره ينظرون منه في الطريق على فرسخين وحفر حوله خندق عريض وبقي هذا الباب على حاله إلى أن هدمه المسعود بن يوسف بن أبي بكر الأيوبي سنة 618 هـ ويقال إنما سعى في هدمه إلا الأمير أيبك الزيزي… فلما هدمه أخذ آجره وبني به داراً وكل ما بني من آجره انقطع ذلك البناء من الأساس أي هدم وقد بقي إلى الآن آثار ذلك الباب والدرجة شبه الجبل العالي. ثم عرف هذا الدار نجاح وساحته الآن شمال أراضي العرق شرق مقبرة بني عقامة ويعتبر الفاصل بين حدود قبيلة السلامة وقبيلة القراشية وهناك عدة آثار منها مسجد الفازة… على ساحل البحر ومسجد معاذبن جبل برأس وادي زبيد ومسجد أويس القرني. أو عويساً الهتاري بقرية الحمى وبجواره عدة مساجد وكان بجواره كنيسة قبل الإسلام هدمت في سنة 1358 هـ. وعمر بأجوارها مدرسة الفوز الابتدائية بالمدينة ومن المآثر أبار الملك الظاهر يحي بن إسماعيل الرسولي قرب جبل الداشر وعدة قصور وجبل قونس به آثار من قبل الإسلام ويوجد آثار قصور للدولة الرسولية بنخل وادي زبيد تسمى بالعذيب وقصور شمال المدينة شتسمى ساحتها إلى الآن بالقصر وآثار في قرية النويدرة وكل تحتاج إلى تنقيب ومحافظة.

وتنقسم المدينة  حالياً إلى أربعة أرباع:-

1- الرَّبْع الأعلى:-

يحتل الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، ويحده شرقاً قرية محوى قبس، وشمالاً سائلة مقبرة العرق، وغرباً شارع باب سهام، وجنوباً شارع باب الشبارق.

2- رَبْع الجامع:-

نسبة إلى الجامع الكبير، ويحتل الجزء الشمالي الغربي من المدينة، مقابل الربع الأعلى حيث يشكلان معاً النصف الشمالي من المدينة، يحده شرقاً شارع باب سهام وبيوت بني الأنباري، وشمالاً السور الشمالي للمدينة والمدرسة الفاتنية، وغرباً باب النخل والسور الشمالي الغربي، وجنوباً شارع باب النخل س.

3- رَبْع المجنبذ:-

يحتل الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة، يحده شرقاً القلعة وميدانها والمدرسة الكمالية، وشمالاً شارع باب الشبارق، وغرباً شارع باب القرتب المعروف حالياً باسم شارع المدرسة الدعاسية والذي يتصل مع شارع باب سهام، وجنوباً جزء من سور المدينة وبيوت بني السُحَاري.

4- رَبْع الجزء :-

يحتل الجزء الجنوبي الغربي من المدينة يحده شرقاً شارع المدرسة الدعاسية، وشمالاً شارع الحديقة، وغرباً قرية السطور والتجمعات السكانية الحديثة، وجنوباً باب القرتب وبعض بيوت بني السحاري،.

وخلاصة القول ان مدينة زبيد مدينة تاريخية عريقة للاسباب الاتية:-

1- انها شكلت موقعاً ذا أهمية أثرية وتاريخية استثنائية، بفضل هندستها المحلية والعسكرية وتخطيطها المدني.

2- كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر،

3- انها اتسمت زبيد بأهمية كبيرة في العالم العربي والإسلامي طيلة قرون من الزمن بفضل جامعتها الإسلامية.

4- نظراً لمكانتها العالمية فقد أصدرت منظمة اليونسكو عام 1993 قراراً باعتبار المدينة معلماً حضارياً تاريخياً ضمن معالم التراث الإنساني العالمي.

وفى مارس من العام 1998 صنفت ضمن المدن التاريخية العالمية.

ولكن في العام 2000م ادرجتها اليونسكو على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر بسبب التهديدات المتعلقه بالتنمية.

 

ويكيبيديا+مجلة البيان

أحدث العناوين

رئيس حركة حماس يرد على من يصفون العمليات العسكرية اليمنية بـ”المسرحية”

قال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، إن للضربات اليمنية تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، والضغط على حركة الملاحة المتجهة نحو...

مقالات ذات صلة