الصواريخ البالستية الايرانية.. اشارة من طهران الى الرياض ودول الخليج

اخترنا لك

الخبر اليمني /

 اليكس فيشمان

التقارير الأولية التي التقطت في منظومة الاقمار الصناعية الامريكية شخصت أربعة سقوطات لصواريخ ايرانية في الصحراء العراقية وسقوطين في منطقة دير الزور في سوريا. اذا ما تأكدت بالفعل صور القمر الصناعي، فان الصلية الاولى للصواريخ الباليستية الايرانية، التي اطلقت نحو اهداف خارج ايران، لاول مرة منذ ثلاثين سنة، كانت فضلا  عملياتيا. فقد فشلت الصناعات الجوية الايرانية فشلا ذريعا.

اطلقت ستة صواريخ، ولكن  اثنين منها فقط وصلا الى الهدف – وليس واضحا بعد ما هو مستوى دقة الاصابة وما هو مدى الضرر الذي لحق  لذاك الهدف من داعش. الشريط الذي عرضه الايرانيون يتناول انفجارا واحدا، أصاب مبنى.

ان القوة الاستراتيجية الايرانية ليست نمرا من ورق، ولكنها بعيدة عن أن تشكل ذاك التهديد الخيالي الذي حاول أن يرسمه قادة الجيش الاسرائيلي في بداية العقد كي يمنعوا القيادة السياسية من مهاجمة القدرات النووية الايرانية. فتكنولوجيا الصواريخ الايرانية متخلفة عن تلك المعروفة اليوم في الدول المتطورة ومعقول جدا الافتراض أنهم في الصناعة العسكرية الايرانية يفحصون الان ماهية الخلل: هل هذه مشكلة تطوير  ام مشكلة  انتاج.  وبالاجمال  يدور الحديث عن صواريخ أرض – أرض جديد ظهر لاول  مرة في المسيرة السنوية في طهران في ايلول 2016.

إن  أثر  اصابة  طائرات هو أثر  كبير، دقيق ومثير للانطباع أكثر  بكثير- ولكن الايرانيين حبذوا استخدام صواريخ ارض – ارض، وذلك لان كل محاولة من جانبهم لادخال طائرات الى الساحة السورية كانت ستنتهي باسقاطها من التحالف  الامريكي او من الروس.  وهنا تنكشف  نقطة الضغط  الايرانية: اسطول الطائرات الحربية لديهم قديم. كما استغرق الايرانيين وقت طويل للرد على عملية داعش في البرلمان في طهران، ومعقول الافتراض  بان سبب ذلك يعود الى قدرة جمع المعلومات الاستخبارية وعملية اتخاذ القرارات في القيادة الايرانية.

ومع ذلك، فان صلية من ستة صواريخ تفيد بان للجيش الايراني، توجد وحدات نار بحجم كتائب تستخدم هذا الطراز. وعملية داعش في  طهران وفرت للايرانيين مبررا لان ينفذوا لاول مرة نارا عملياتية لهذا الصاروخ في ظروف حقيقية مثل الشكل الذي تستخدم فيها سوريا كميدان تجارب لوسائل قتالية حديثة بالنسبة للروس ايضا.

اذا كان ثمة اشارة عسكرية – سياسية في اطلاق هذه الصواريخ، فانه موجه اكثر نحو دول الخليج والسعودية. فصواريخ ذو الفقار الذي استخدمها الايرانيون تغطي هذه الدول، ويشير الايرانيون  الى أن الحاجز الذي منعهم حتى اليوم من اطلاق الصواريخ خارج الاراضي  الايرانية قد  تحطم. اذا عرضت دول الخليج والسعودية المصلحة القومية الايرانية للخطر – فسيصبحون هدفا.

ينتمي صاروخ ذو الفقار الى اسرة قديمة من الصواريخ  التي توجد في المنطقة منذ سنوات عديدة، بما في ذلك ثلاثة انواع “فاتح 110″ لمسافة نحو 350 كيلو متر، و “فاتح 313″ لمسافة 500 كيلو متر. وحسب مصادر أجنبية، يحتمل أن تكون صواريخ من هذه الانواع وصلت الى مدى السنين  الى لبنان ايضا. وصاروخ ذو الفقار لن يشكل تهديدا على اسرائيل الا  اذا  نصب على الاراضي اللبنانية، غير أن ليس للايرانيين اي سبب يدعوهم لان يحاولوا تهريب صواريخ من هذا الطراز الى لبنان، في ظل المخاطرة بتدميرها على الطريق في الوقت الذي توجد فيه على الاراضي اللبنانية صواريخ لمسافة ناجعة  تغطي  معظم اراضي اسرائيل.  فما بالك أن صواريخ  الفاتح، ومثلها صواريخ “زلزال 3″ بعيدة  المدى التي توجد في لبنان، يمكن تحسينها  وزيادة دقتها.

الجانب الاخر من هذا هو ما نشر في “وول ستريت جورنال” عن المساعدة العسكرية والمالية المحدودة التي تقدمها اسرائيل في السنوات الثلاثة الاخيرة للثوار في  هضبة الجولان السورية. ومثلما يبذل الايرانيون جهودا لزيادة نفوذهم في سوريا والوقف في الجبهة امام اسرائيل ليس فقط في لبنان بل وفي  الجولان ايضا، تبذل اسرائيل كل ما في وسعها – سواء بوسائل سياسية أم بوسائل  عسكرية –  كي  تفشل هذا الميل. لا يمكن استبعاد امكانية أن تكون العلاقة المنسوبة لاسرائيل مع سكان الجولان الثوار ضد الاسد هي احدى الوسائل التي تستهدف عرقلة الايرانيين وحزب الله من تثبيت قوتهم  على الحدود الشمالية. فالثوار ليسوا سندا مستقرا لزمن طويل من أجل منع التسلل الايراني الى حدود الجولان. ولهذا فان المساعدة –  فضلا عن  المساعدة الانسانية – محدودة. كما أن التجربة التي راكمتها اسرائيل في جنوب لبنان مع جيش لبنان الجنوبي تذكر وزراء الدفاع بوجوب الحذر من التعلق والعناق مع حلفائنا الجدد – فقصص الغرام هذه تنتهي بالاجمال بالفشل.

المصدر : صحيفة يديعوت

أحدث العناوين

نصائح ضرورية لمرضى القلب في رمضان.. تَعَرف عليها

مرضى القلب المسموح لهم بصيام رمضان ملتمون بتجنب بعض التصرفات الخاطئة التي ستعرضهم للخطر وهنا سنتعرف على بعض النصائح...

مقالات ذات صلة